في يوم السادس عشر من أغسطس عام 1987، تعرضت مأساة جوية تاريخية تحمل رقم الفهرس 3706 لشركة “نورث ويست إيرلاينز” (Northwest Airlines)، عندما كانت تقوم برحلة رقم 255 من مطار ديترويت متروبوليتان وين كاونتي في رومولوس، ميشيغان، باتجاه فينيكس، أريزونا. كانت الطائرة المعنية من طراز ماكدونيل دوغلاس MD-82، مرقمة بالتسجيل N312RC، وكانت تحمل على متنها 155 راكبًا.
وقد وقعت الكارثة في وقت مبكر من المساء، حوالي الساعة 8:46 مساءً بالتوقيت المحلي. فأثناء عملية الإقلاع، حدثت مشكلة حرجة أثرت على استقرار الطائرة، حيث فقدت الطائرة السيطرة وتميلت أجنحتها إلى اليسار واليمين. ونتيجة لذلك، اصطدمت الطائرة بعوائق في الجهة الشمالية الشرقية للمدرج، حيث اصطدمت الجناح الأيسر بأعمدة إنارة وسقف وكالة تأجير سيارات. كانت النتيجة وخيمة، حيث لقي 154 شخصاً حتفهم في الحادث، ونجت منه فقط طفلة في الرابعة من عمرها تُدعى سيسيليا سيشان.
تبين لاحقاً أن سبب الحادث يعود إلى سلسلة من الأخطاء البشرية والفشل في الإجراءات الأمنية. فقد أظهرت التحقيقات أن الطاقم لم يقوم بتمديد الجناح والتيارات (الأجزاء المتحركة على الأجنحة) قبل الإقلاع، مما أثر سلبًا على أداء الطائرة. وفي ظل غياب التيار الكهربائي عن نظام التحذير من الإقلاع، تم تجاهل التحذيرات المبكرة لأي مشكلة محتملة في الإقلاع.
تم تحديد البقاء الوحيد على قيد الحياة في الحادث، سيسيليا سيشان، بمثابة نقطة ضوء في وسط هذه المأساة الكبيرة. وبعد مرور السنوات، ورغم أنها لم تصدر أي بيان علني أو تشارك في الاحتفالات السنوية بذكرى الحادث الأليم، فإنها تبادل الرسائل مع بعض أقرباء ضحايا الكارثة، وقد استطاعت أن تحقق إنجازًا شخصيًا كبيرًا بالحصول على درجة البكالوريوس في علم النفس من جامعة ألاباما وتزوجت لاحقًا.
تظل هذه الكارثة الجوية محط أسى وحزن لذوي الضحايا وللمجتمع بأسره، وتعتبر تذكيرًا دائمًا بأهمية الالتزام بأعلى معايير السلامة في صناعة الطيران.