في الثالث من مارس عام 1953، وقعت واحدة من أكثر الكوارث المأساوية في تاريخ الطيران التجاري على أراضي باكستان، حيث كانت مدينة كراتشي مسرحًا لهذا الحادث المروع. كانت الساعة تشير إلى الساعة 03:35 صباحًا عندما كانت طائرة تابعة لشركة الطيران الكندية الهادئة تستعد للإقلاع من مطار كراتشي باتجاه رانغون في بورما.
الطائرة الضحية في هذا الحادث كانت من طراز دي هافيلاند دي إتش 106 كوميت 1A، وكانت مسجلة برقم التسجيل CF-CUN. وكان على متنها 11 شخصاً، لكن الأمور لم تسر على النحو المخطط له، حيث أدت سلسلة من الأخطاء والظروف السيئة إلى واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الطيران التجاري.
بعد بدء عملية الإقلاع، فشلت الطائرة في الحفاظ على مسارها، وبالتالي انحرفت عن المدرج، مما أدى إلى اصطدامها ببعض العوائق خارج المدرج. وقد كانت الأسباب وراء هذا الفشل تتمحور حول تحلي الطائرة بزاوية صعود زائدة أثناء عملية الإقلاع، مما أدى إلى حالة جزئية من الانحشار وزيادة السحب الجوي.
كان الطيار المسؤول عن الرحلة لديه خبرة محدودة فقط في التحكم بطائرات الكوميت، لكنه قرر الإقلاع في الليل على أقصى حد ممكن من الظروف المسموح بها، مما استدعى الالتزام الصارم بتقنية الإقلاع المحددة، والتي لم يتم الامتثال لها بالشكل الصحيح.
هذا الحادث لم يكن مجرد كارثة عادية، بل كانت أول حادثة مميتة لطائرة تجارية نفاثة تحدث في التاريخ، مما أضاف مستوى آخر من الفظاعة والصدمة لهذا الحادث المروع. وكما يذكر، كانت الطائرة تحمل اسم “إمبريس أوف هاواي”.
إن هذا الحادث يبرز أهمية التدريب الجيد لطواقم الطيران، والالتزام بالإجراءات الأمنية المعتمدة، وضرورة اتخاذ القرارات الصائبة والمناسبة في جميع الظروف، خاصة عند تشغيل تكنولوجيا جديدة مثل الطائرات النفاثة في ذلك الوقت.
لمعرفة المزيد عن هذا الحادث، يمكنك الاطلاع على الروابط التالية: