في يوم الثاني والعشرين من أغسطس عام 1930، وقعت واحدة من أبشع الكوارث في تاريخ الطيران على أراضي إغلاو في تشيكوسلوفاكيا، حيث كانت السماء ملبدة بالضباب والعاصفة كانت تتجاوز الحدود. كانت شركة Ceskoslovenske Aerolinie تقدم خدماتها الجوية على متن طائرة من طراز Ford 5-AT-C Tri Motor، وكانت الرحلة المقررة لهذا اليوم تمتد من براغ إلى برون إلى بريسبورغ.
لم تكن الرحلة تبشر بالخير من البداية، فالظروف الجوية كانت قاسية للغاية، مع ضباب كثيف يعم الأجواء وعاصفة تجتاح المنطقة. وفي محاولة يائسة للهبوط الطارئ في هذه الظروف القاسية، فشل الطيار في السيطرة على الطائرة، مما أدى إلى وقوع الطائرة وانقلابها.
بلغ عدد الأشخاص الذين كانوا على متن الطائرة 11 شخصًا، لكن مصير معظمهم كان مأساويًا، حيث فقدت 10 أرواح في هذه الكارثة الجوية المروعة. ورغم الدمار الذي لحق بالطائرة ومقتل غالبية ركابها، إلا أنه لم يكن هناك خسائر بشرية على الأرض.
إن تحقيقات الحادث كشفت عن أن سبب الحادث كان يعود إلى قرار الطيار بالمحاولة اليائسة للهبوط في الضباب الكثيف والعاصفة العاتية، حيث فقد السيطرة على الطائرة ولم يتمكن من استعادتها قبل أن يصطدم بالأرض.
تعتبر هذه الكارثة واحدة من أبرز الدروس التي تعلمتها صناعة الطيران فيما يتعلق بأهمية احترام الظروف الجوية وعدم المجازفة في المواقف القاسية، حيث تظل تلك الكارثة تذكيرًا مؤلمًا بأن عدم احترام الظروف الجوية يمكن أن يؤدي إلى نتائج فظيعة وخسائر بشرية هائلة.