في عام 1927، تعرضت منطقة القرم، الواقعة في بحر البلطيق، لواحدة من أكثر الكوارث الطبيعية رعبًا وخطورةً في تاريخها، حيث شهدت هزة أرضية مدمرة وموجات مد عاتية، تاركةً وراءها مأساة وخرابًا لا يُصدقان. في تاريخ 11 سبتمبر 1927 في تمام الساعة 22:15 بتوقيت التنسيق العالمي، هز زلزال بلغت قوته 6.8 درجات بمقياس ريختر، وكان مركز الزلزال على عمق 17 كيلومترًا، وتحديدًا عند إحداثيات 44.4 درجة شمالًا و 34.5 درجة شرقًا، مما أدى إلى تدمير هائل وفقدان للأرواح في العديد من المناطق المحيطة.
تجاوزت الآثار المدمرة للزلزال حدود المدن والقرى، حيث شهدت مدينة بالاكلافا تأثيرات مدمرة، حيث تكونت شقوق في جدران المباني والطوابق العليا، مما تسبب في تضرر جسيم للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة. كما أفادت التقارير بأن المياه ارتفعت وانخفضت بشكل مفاجئ في خليج بالاكلافا بارتفاع يتراوح بين 0.6 و 1.0 متر، مما أدى إلى غمر الشواطئ وتدمير مباني عدة. فيما تأثرت مدن أخرى مثل سيفاستوبول ويالطا بتغيرات في مستوى سطح البحر وتشكل أمواج مد عاتية.
لم تكن القرم هي المنطقة الوحيدة المتأثرة، بل شهدت مدن أخرى مثل ماريوبول وكيرتش ونوفوروسييسك وتوابس أيضًا تأثيرات هذه الكارثة الطبيعية الهائلة، حيث سجلت تغيرات في مستوى سطح البحر وتشكل أمواج عاتية أسفرت عن أضرار جسيمة. ورغم أن الزلزال أحدث موجات مد عاتية، إلا أن قياسات محطات الرصد لم تسجل ارتفاعًا كبيرًا في مستوى سطح البحر، حيث لم تتجاوز الامواج الناتجة عن المد القمم القياسية بأكثر من 20 سم.
تلقى السكان صدمة هائلة جراء هذه الكارثة، حيث فقد العديد منهم أحبائهم وممتلكاتهم، وشهدوا تدميرًا هائلًا للبنى التحتية والممتلكات. وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي نتجت عن هذا الزلزال والتسونامي المصاحب، فإن روح البقاء والتعاضد سادت بين السكان المتضررين، حيث عملوا معًا على إعادة بناء مجتمعاتهم والتعافي من هذه الكارثة الطبيعية الهائلة.