في عام 1964، تعرضت منطقة الساحل الغربي للولايات المتحدة، وخاصةً ولاية ألاسكا وولايات أخرى عديدة، لكارثة طبيعية هائلة أحدثتها سلسلة من الزلازل والانهيارات الأرضية، وقد تسبب هذا الحدث الهائل في خسائر بشرية ومادية جسيمة لم تشهدها المنطقة من قبل. بتاريخ 28 مارس 1964، وقعت هزة أرضية بلغت قوتها 9.2 درجة على مقياس ريختر في خليج الأمير وليام بولاية ألاسكا، حيث تسببت هذه الهزة الأرضية العنيفة والمترافقة مع انهيارات أرضية في إحداث موجة مد تسونامية هائلة أدت إلى وفاة 139 شخصًا وخسائر مادية تقدر بمبلغ 439 مليون دولار. من بين الوفيات، تسببت الهزة الأرضية نفسها في 15 حالة وفاة، بينما نجمت باقي الوفيات عن التسونامي (106 في ألاسكا و13 في كاليفورنيا و5 في ولاية أوريغون).
تسببت الهزة الأرضية في إنشاء حوالي 20 تسوناميًا ناجمًا عن انهيارات أرضية، حيث دمرت الموجة الزلزالية التكتونية العديد من المدن على طول خليج الألاسكا، وتسببت في أضرار جسيمة في كولومبيا البريطانية وهاواي وعلى طول الساحل الغربي للولايات المتحدة (حيث بلغ عدد القتلى 15 شخصًا)، وسجلت على مقاييس المد في كوبا وبورتوريكو. كما أدت الهزة إلى اندفاع المياه في خليج المكسيك والعديد من البحيرات في الولايات المتحدة، وقد وردت تقارير عن موجات بارتفاع يصل إلى 6 أقدام في بعض المناطق في تكساس ولويزيانا.
وفي واشنطن، أصيب شخصان وتعرض شخصان آخران لنوبات قلبية، كما بلغت الأضرار في الجسور والطرق على الأقل 80 ألف دولار، ودمرت قارب صيد وفقدت العديد من القوارب الصغيرة والشباك الصيدية (بمبلغ 4000 دولار)، وتضررت ما لا يقل عن 15 منزلاً بينما دمرت ثلاثة آخرها، وتضررت تسعة من المقطورات السكنية وفقدت ثلاث سيارات، وتضررت ميل واحد من الجدران البحرية.
وفي ولاية أوريغون، لقي أربعة أطفال مصرعهم غرقاً وتعرضت امرأة واحدة لنوبة قلبية قاتلة، ودمرت الجسور والمنازل والمقطورات والسيارات وواجهات الفنادق والأسوار البحرية في المجتمعات على طول الساحل، وتقدر الأضرار بين 750 ألف دولار ومليون دولار. ولم تتلقى معظم المجتمعات أي تحذير مسبق.
أما في كاليفورنيا، فقد بلغ عدد الوفيات ثلاثة عشر شخصًا، بما في ذلك وفاة أحد عمال الرفاهية في ويلمينغتون الذي قتل عندما انقطعت كابل على رافعة وسقطت لوحة محملة عليه، وأصيب اثنا عشر شخصًا في كريسنت سيتي في بداية الكارثة، وتجاوزت الأضرار في كاليفورنيا 17 مليون دولار على الأقل، حيث كانت كريسنت سيتي الأكثر تضررًا بنحو 15 مليون دولار من الأضرار التي حدثت هناك. وتقدر الأضرار داخل خليج سان فرانسيسكو بنحو مليون دولار بسبب التيارات، وهي مصدر رئيسي للأضرار على ساحل جنوب كاليفورنيا. وتسببت الأمواج المتأخرة أيضًا في وفاة شخص واحد وأضرار كبيرة.
ومن المعروف أن مرور الأمواج الزلزالية يمكن أن يتسبب في حدوث السيش في مسافات بعيدة عن مصدره حيث تمتلك الأمواج الزمن لتتشتت. فقد تسببت الأمواج الزلزالية في إندفاع المياه خارج حمامات السباحة بمسافة تصل إلى نيو جيرسي وألحقت بعض الأضرار بالقوارب في خليج بوجيت وعلى طول خليج المكسيك.
وجرى تسجيل عمليات السيش على مقاييس المد على طول الساحل من بورت إيزابيل في تكساس إلى كي ويست في فلوريدا، وفي خليجونتانامو بي، كوبا، وفي سان خوان، بورتوريكو…
ويعتبر التسونامي الذي نجم عن زلزال خليج الأمير وليام في 28 مارس 1964، الأكبر منذ التسونامي الشيلي في عام 1960. حيث بلغت حصيلة الضحايا 122 شخصًا وتجاوزت الأضرار 104 مليون دولار…
تم تسجيل حساب خريطة مسار التسونامي المحسوبة على هذا الرابط: http://www.ngdc.noaa.gov/seg/hazard/tsu_travel_time.shtml#Alaska1964
تجدر الإشارة إلى أن معظم أرقام مسار السفر في الموجات المدية من إعداد ليبولد ووود في عام 1969، وهو الجزء الثاني من النشرة الثلاثية النهائية عن زلزال خليج الأمير وليام.