في عام 1706، وتحديدًا في الخامس من مايو، شهدت جزر الكناري حدثًا طبيعيًا مدمرًا للغاية، إذ تعرضت لثوران بركاني مدمر نشأ من بركان إل بيكو في تينيريفي، وهي جزيرة في الكناري. وقد استمر الثوران لمدة تسعة أيام متتالية من الخامس إلى الرابع عشر من مايو، حيث بدأ الحدث في الليل وظهرت علامات تراجع البحر في تلك الفترة. وفي الصباح التالي، وقع ثوران عنيف، أدى إلى تدمير قرية غاراتشيكو بسبب تشققات في التربة وتدفقات الحمم البركانية. وقد غمرت البحر أطلال الميناء والقرية بأكملها.
وفي اليوم التالي، السادس من مايو، شهدت جزر الكناري موجات ضخمة نجمت عن الثوران البركاني، والتي أسفرت عن دمار مدينة غاراتشيكو. هذه الموجات المدمرة أضافت إلى الخراب الذي لحق بالمدينة جراء الثوران البركاني. وقد تضمن الدمار أيضًا جزءًا من الجزيرة نفسها، حيث تم غمر جزء من تينيريفي بفعل هذه الموجات العاتية.
يُعد هذا الحدث من أكثر الكوارث الطبيعية تدميرًا التي شهدتها تلك المنطقة، إذ لحقت أضرار جسيمة بالبنية التحتية والممتلكات، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل امتدت الأضرار إلى خسائر بشرية جسيمة. تُعتبر هذه الحادثة محطًا للاهتمام لدراسة تأثيرات الثورانات البركانية على المجتمعات الساحلية، وتبرز أهمية الاستعداد والتأهب لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية وتقليل تأثيراتها السلبية في المستقبل.