في العاشر من أكتوبر عام 1977، وقعت حادثة هامة تجلت في هزة أرضية بلغت قوتها 7.2 درجة على مقياس ريختر، وقد وقعت قرب جزيرة تونغا في جنوب المحيط الهادئ. ومع أن الهزة كانت ذات شدة متوسطة، إلا أنها تسببت في إحداث موجة مد عملاقة، والتي أعادت إحياء ذكريات الكوارث الطبيعية السابقة في العقود الماضية.
تلك اللحظة التي بدت غامضة وراء جدول الزمن، عندما ترقب العالم وينتظر، فجأة تصدمه هزة عنيفة تهز أركان الأرض، تخلف خلفها بصمات الدمار والفوضى. وقد كانت الأرقام تحكي قصة الرعب بوضوح مرعب: هزة بلغت 7.2 درجة على مقياس ريختر، عمق يبلغ 33 كيلومتراً، وما أن همت الأمواج العاتية بالاستيقاظ من سباتها العميق، حتى أحدثت خللًا هائلاً في الحياة الطبيعية على سطح الأرض.
لم يكن الأمر يقتصر على هز الأرض بمجرد تسببه في حالة من الذعر والهلع لدى السكان المحليين، بل طالت تداعيات الحادثة لتطال المناطق المجاورة أيضًا. فقد تسببت الموجة المد العاتية، التي ترافقت مع الهزة، في خسائر مادية هائلة، مع تسجيل أضرار ملموسة على البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
ومع أن الهزة الأرضية وحدها كانت كافية لتثير الذعر والخوف في قلوب الناس، إلا أن الخطر لم يكن قد فارقهم بعد. فبينما كانوا يحاولون التعامل مع تداعيات الهزة، حملت الموجة المد على ظهرها مخاوف جديدة وأخطاراً محدقة، حيث جاءت الأمواج العاتية لتغمر السواحل وتجتاح الأراضي الساحلية بقوة هائلة، مخلفة وراءها دمارًا شاملاً وتدميرًا لكل ما تجده في طريقها.
وكما جرت العادة في مثل تلك الكوارث الطبيعية، فإن الحصيلة البشرية كانت الأكثر فظاعة، حيث تراجعت الأرقام ببطء مؤلم، تركت وراءها آثارًا حزينة ومأساوية لمن فقدوا أحبائهم وممتلكاتهم في دقائق معدودة من وقوع الحادثة. لم يكن هناك سوى قليل من الذين نجوا من هول الفاجعة، ليروا بأم عينيهم مدى الدمار الذي خلفته تلك اللحظات المرعبة.
وبينما تتسابق الفرق الإنقاذ للبحث عن ناجين وإنقاذ من تحت أنقاض الدمار، تتردد أصداء الحادثة في ذاكرة العالم، مثيرة للتساؤلات حول حجم الدمار والفاجعة، وتذكيراً بأهمية الاستعداد والتأهب لمواجهة مثل تلك الكوارث المدمرة في المستقبل.