في عام 1857، وتحديدًا في شهر أبريل، وفي يوم السابع عشر منه، شهدت بحر بسمارك، الواقع بين جزيرة نيو غينيا ونيو بريتان، والذي يقع ضمن منطقة نيو كاليدونيا ونيو غينيا وجزر سليمان وفانواتو، حادثة طبيعية مدمرة بل وفتاكة، حيث ضرب زلزال مدمر بقوة 8.0 درجات على مقياس ريختر هذه المنطقة الهادئة، مصحوبًا بانهيارات أرضية، وأدى ذلك إلى وقوع تسونامي مدمر.
تلك اللحظات كانت مرعبة، حيث تسبب الزلزال في اهتزاز قوي على جزيرة أومبوي (روك)، وفي غضون ثوانٍ، حدثت صدمة ثانية أقوى أسقطت مدفأة، ثم تلاها عدة هزات أخرى بقوة أقل. وعندما دنا الصباح، كانت النتيجة واضحة؛ حيث اكتشف أن الانهيارات الأرضية الكبيرة قد وقعت، وتكونت شقوق عرضها متر واحد في الأرض، تمتد من قرية نوروا إلى شاطئ البحر. وإلى الغرب من جزيرة تولوسيوا (لوتن)، ظهر بركان من البحر وتصاعدت منه الدخان لفترة طويلة.
وبعد الهزة، بدأت البحر “تتحرك”، حيث تسببت القوى الهائلة للزلزال في توليد موجات تسونامي مدمرة. وبالفعل، شهد ساحل ميكلوتشو-ماكلي في خليج أسترولاب بيانات مماثلة، حيث تم تدمير قرية أرالو بأكملها بواسطة الزلزال وموجة مد بحري تبعته، وهذا ما أدى إلى وفاة عدد كبير من السكان. ومن الجدير بالذكر أن الحدث تم توثيقه بشكل واف لدى السكان المحليين والعلماء الذين درسوا تأثيراته وتبعاته على المنطقة.
إذاً، بينما يبدو أن المنطقة تتمتع بالجمال الطبيعي والهدوء، فإن الزلازل والتسوناميات تظل تهديدًا مستمرًا، يذكر الناس بأهمية الاستعداد والتأهب لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية القاسية التي قد تلحق الدمار والخراب بالمناطق الساحلية والمجتمعات المحلية.