في الثامن من يونيو عام 1966، وقعت واحدة من أكثر الكوارث الجوية فظاعة في تاريخ الطيران على متن رحلة رقم 250 التابعة لشركة برانيف للطيران، وذلك عندما كانت الطائرة من طراز BAC One-Eleven 203AE تقوم برحلتها المعتادة بين مدينة كانساس سيتي في ولاية ميزوري ومدينة أوماها في ولاية نبراسكا. وكانت الطائرة تحمل على متنها 42 راكباً.
كانت الظروف الجوية غير ملائمة تماماً في تلك الليلة، حيث دخلت الطائرة ما يُعرف بـ”خط العواصف”، حيث يتجاوز طوله مسافة الأفق ويتسبب في تقلبات جوية شديدة وعواصف مفاجئة. وفي أثناء تحليق الطائرة في هذه الظروف السيئة، تعرضت لعاصفة مطرية عنيفة، مما تسبب في حدوث تقلبات هوائية قوية.
وفي هذه الظروف القاسية، لم تتمكن الطائرة من تحمل الضغوط الهوائية المتزايدة، مما أدى إلى تحطمها في الجو. فشل الذيل الأيمن والجناح الأيمن، مما أدى إلى تمزق الطائرة إلى قطع صغيرة أثناء تحليقها، وانهارت بعد ذلك في الهواء.
لقد كانت هذه الكارثة الجوية مروعة بشكل لا يمكن وصفه، حيث لقي جميع الأشخاص البالغ عددهم 42 راكباً حتفهم في الحادث. ولحسن الحظ، لم تؤدي هذه الكارثة إلى أية خسائر بشرية على الأرض، حيث كانت الطائرة تحلق على ارتفاع عالٍ في الجو قبل تحطمها.
تشير التقارير التحقيقية إلى أن الطيار اقترب من منطقة الطقس السيء على الرغم من تحذيرات الأرصاد الجوية، ولم يقم بتفادي الطقس العاصف الذي كان يُعرف مسبقاً. هذا التصرف الغير الحكيم من جانب الطيار، جنب الطائرة من الكارثة وأخذ حياة جميع الركاب.
تُعتبر هذه الحادثة من بين الكوارث الجوية التي أثرت بشكل كبير على صناعة الطيران، وحثت على زيادة الانتباه والحذر في تقييم الظروف الجوية واتخاذ القرارات الصائبة أثناء الرحلات الجوية لضمان سلامة الركاب والطواقم على متن الطائرات.