حقائق مثيرة قد لا تعرفينها عن طفلك!
يعتبر الأطفال من أروع المخلوقات وأكثرها إثارة للاهتمام في حياتنا. ففي كل مرحلة من مراحل نموهم، يكشفون عن قدرات وخصائص غير تقليدية قد تفاجئ الأهل، وتجعلهم يتساءلون عن العجائب التي يكمنون فيها. وبالرغم من أن هناك الكثير من الدراسات والأبحاث حول تطور الطفل، إلا أن هنالك العديد من الحقائق المثيرة التي قد لا يعرفها الوالدان حول أطفالهم. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من هذه الحقائق التي قد تكون غريبة أو مفاجئة بالنسبة لك.
1. الدماغ يتطور بشكل أسرع في أول عامين من الحياة
عندما يتعلق الأمر بتطور الدماغ، فإن أول عامين في حياة الطفل يعتبران الأكثر أهمية. خلال هذه الفترة، ينمو دماغ الطفل بسرعة فائقة، حيث يُعتقد أن الدماغ ينمو إلى حوالي 80٪ من حجمه النهائي بحلول عمر السنتين. في هذا العمر، يبدأ الدماغ في تشكيل ملايين الروابط العصبية التي تؤثر في النمو العقلي والسلوكي للطفل في المستقبل. لذا، فإن التواصل مع الطفل من خلال الحديث والملاعبة في هذه الفترة يُعد أمرًا بالغ الأهمية لنموه المعرفي.
2. الرضع يمكنهم التمييز بين اللغات
عندما يولد الطفل، يكون دماغه قادرًا على التمييز بين مختلف اللغات. في الأشهر الأولى من الحياة، يستطيع الرضيع تمييز الفروق الصوتية بين اللغات المختلفة، حتى لو لم يكن قد تعلم اللغة بعد. الدراسات أظهرت أن الأطفال يستطيعون التفريق بين الأصوات المختلفة في أي لغة في العالم، ولكن مع مرور الوقت، يصبح دماغهم أكثر تخصصًا في اللغة التي يتعرضون لها بانتظام. هذه القدرة تُعرف بـ”القدرة على التفريق الصوتي” والتي تبدأ بالتناقص مع تقدم الطفل في العمر.
3. الأطفال يولدون مع أعداد أكبر من خلايا الدماغ
عندما يولد الطفل، يكون دماغه يحتوي على عدد أكبر من خلايا الدماغ مقارنة مع الدماغ البالغ. ومع تقدم الطفل في العمر، تبدأ بعض الخلايا العصبية بالتلاشي أو تتقلص بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى أن الدماغ في مرحلة البلوغ يصبح أكثر تخصصًا وكفاءة في معالجة المعلومات. ولكن في مرحلة الطفولة، يكون الدماغ مهيأ لاستقبال كميات هائلة من المعلومات والبيانات من البيئة المحيطة.
4. الطفل حديث الولادة لا يملك القدرة على الرؤية بوضوح
أحد الحقائق المثيرة التي قد تكون مفاجئة هو أن الأطفال لا يرون بوضوح في الأشهر الأولى بعد ولادتهم. فبينما يظن الكثيرون أن الرؤية هي إحدى الحواس التي تنمو بسرعة، إلا أن الرؤية عند الولادة تكون غير مكتملة. في البداية، يمكن للأطفال رؤية الأشكال والظلال والأضواء فقط على مسافات قريبة. ومع مرور الوقت، تبدأ قدرتهم على رؤية الألوان والأشكال بوضوح في التحسن.
5. الأطفال يمكنهم تمييز تعبيرات الوجه في سن مبكرة جدًا
منذ الأيام الأولى في حياة الطفل، يكون لديه القدرة على تمييز تعبيرات الوجه البشرية. في الدراسات التي أجريت على الأطفال حديثي الولادة، تم اكتشاف أنهم يستطيعون التمييز بين تعبيرات الوجه السعيدة والمحايدة والحزينة. يظهر هذا القدر من الفهم العاطفي المبكر قدرة الدماغ على معالجة المشاعر الإنسانية بطرق معقدة منذ اللحظات الأولى.
6. الأطفال يضحكون حوالي 300 مرة في اليوم
من أغرب الحقائق عن الأطفال أنهم يضحكون بكثرة مقارنة بالكبار. بينما يضحك البالغون في المتوسط حوالي 15 مرة في اليوم، يمكن للأطفال الرضع أن يضحكوا ما يصل إلى 300 مرة في اليوم. هذا لأن الأطفال يعيشون في بيئة مليئة بالاكتشافات والمواقف المضحكة التي تثير ضحكاتهم بشكل متكرر.
7. الرضع قادرون على التمييز بين الأصوات الموسيقية
من المعروف أن الأطفال في مراحل عمرية مبكرة يتفاعلون مع الأصوات والموسيقى. ولكن ما قد لا يعلمه الكثيرون هو أن الأطفال الرضع لديهم قدرة على التمييز بين الألحان المختلفة والأصوات الموسيقية، ويمكنهم التفاعل مع الإيقاعات المعقدة. وقد أظهرت بعض الدراسات أن الرضع الذين يتعرضون للموسيقى في الأشهر الأولى من حياتهم يظهرون تحسنًا في مهارات التركيز والتفكير الإبداعي في المستقبل.
8. الأطفال لديهم قدرة على تذكر الأحداث في مرحلة مبكرة
بينما يعتقد الكثيرون أن الأطفال لا يمكنهم تذكر الأشياء التي حدثت في سنواتهم الأولى، إلا أن الدراسات تشير إلى أن الأطفال قادرون على تكوين ذكريات منذ سن مبكرة، رغم أنهم قد لا يستطيعون استرجاع تلك الذكريات بشكل واضح عندما يكبرون. في الواقع، الأطفال قادرون على تخزين ذكريات عاطفية تتعلق بالراحة والطمأنينة التي يتلقونها من والديهم في السنوات الأولى.
9. الأطفال يستطيعون السباحة بشكل طبيعي عند الولادة
من الحقائق المدهشة عن الأطفال أنهم يمتلكون قدرة فطرية على السباحة. عند الولادة، يتمتع الأطفال بنوع من رد الفعل الذي يدفعهم للبقاء تحت الماء بشكل طبيعي دون أن يغرقوا. يطلق على هذه الظاهرة “الانعكاس السباحي” الذي يسمح للطفل بالاحتفاظ بأنفاسه تحت الماء في الفترة التي تلي الولادة مباشرة. ومع ذلك، لا يدوم هذا الانعكاس طويلًا، حيث يبدأ الطفل في فقدانه مع مرور الوقت.
10. الأطفال يولدون مع جميع الأسنان التي ستظهر لهم لاحقًا
قد تكون هذه واحدة من الحقائق الأكثر إثارة عن الأطفال. عند الولادة، يمتلك الأطفال بالفعل جميع الأسنان اللبنية التي ستظهر لهم في المستقبل، وهي الأسنان المؤقتة التي سيتخلون عنها لاحقًا لتحل محلها الأسنان الدائمة. ومع مرور الوقت، يبدأ جسم الطفل في تطور هذه الأسنان من خلال نموها تحت اللثة قبل أن تظهر بشكل مرئي بعد عدة أشهر.
11. الأطفال يتمتعون بحواس متطورة حتى في رحم الأم
خلال فترة الحمل، يتمتع الطفل بحواس متطورة قبل ولادته. فالحواس مثل السمع واللمس والذوق تبدأ في التطور قبل الولادة. على سبيل المثال، يمكن للطفل سماع الأصوات من الخارج عندما يكون في رحم أمه في مراحل مبكرة من الحمل. هذا يجعل الأطفال قادرين على التعرف على أصوات معينة، مثل صوت الأم، وهو ما يفسر السبب في أن بعض الأطفال قد يظهرون نوعًا من الطمأنينة عندما يسمعون صوت أمهم بعد ولادتهم.
12. الأطفال يختبرون “المرحلة الإدمانية” من النوم
يتطور نمط النوم عند الأطفال بشكل تدريجي، حيث يبدأ الأطفال في المرور بفترات طويلة من النوم العميق والمرحلة الريمية (REM) التي تعتبر أساسية لنمو الدماغ. وهذه الفترات من النوم العميق ضرورية لتخزين المعلومات والذكريات. المدهش أن الأطفال حديثي الولادة يقضون حوالي نصف وقتهم في هذه المرحلة من النوم، والتي يرتبط فيها الدماغ بالنمو العقلي والمعرفي.
13. الضحك والتفاعل الاجتماعي يعززان الجهاز المناعي للطفل
من المعروف أن الابتسام والضحك لهما تأثيرات إيجابية على الصحة العقلية والنفسية. ومع ذلك، يعتقد الكثيرون أن تأثير هذه الأنشطة لا يقتصر فقط على المشاعر. في الواقع، الضحك والتفاعل الاجتماعي لهما تأثير مباشر على تعزيز الجهاز المناعي للطفل. تشير الدراسات إلى أن الضحك يقلل من مستويات التوتر ويسهم في تقوية استجابة الجهاز المناعي، مما يساعد الطفل على محاربة الأمراض بشكل أكثر فعالية.
14. الأطفال لديهم قدرة استثنائية على تعلم لغات متعددة
أظهرت الدراسات أن الأطفال لديهم قدرة فطرية على تعلم لغات متعددة في وقت واحد. في سن مبكرة، يمكن للأطفال أن يتقنوا أكثر من لغة بسهولة إذا تعرضوا لهذه اللغات بشكل متواصل. هذه القدرة تستمر لفترة معينة قبل أن تبدأ في التناقص، ما يجعل من المهم أن يتمتع الطفل بفرص تعلم لغات متعددة في السنوات الأولى من حياته.
15. الطفل يحتاج إلى محيط غني بالعاطفة والعناية
وأخيرًا، من أبرز الحقائق التي قد يغفلها البعض هي أن الطفل يحتاج إلى محيط غني بالعاطفة والعناية لضمان نموه العقلي والجسدي بشكل صحي. فالأطفال الذين يتلقون دعمًا عاطفيًا مستمرًا في مراحلهم الأولى من الحياة يطورون مهارات اجتماعية وعاطفية قوية ويظهرون قدرة أعلى على التكيف مع التحديات في المستقبل.
من خلال فهم هذه الحقائق، يمكننا أن نرى بوضوح مدى تعقيد وجمال العالم الذي يعيشه الأطفال، والتأثير العميق الذي يمكن أن يتركه الدعم الصحيح والتوجيه الجيد في مراحل نموهم المبكرة.
