“قفزة في الظلام: الصراع من أجل إنشاء الجمهورية الأمريكية” هو عمل يتناول فترة ملحمية في تاريخ الولايات المتحدة، فتلك الفترة التي شهدت قادةً مثيرين وقرارات صعبة، فتلك الفترة التي عرفت أفكارًا عظيمة عُبِّر عنها ببلاغة، وصراعات ملحمية خاضت بشراسة. يأتي الكتاب برسم بديع لثورة أمريكا، واحد يجذب بسرده المثير، ويفتن بتفاصيله المذهلة، ويُحَرِّك بتفسيراته الجديدة.
في “قفزة في الظلام”، يقدم جون فيرلينج تاريخًا جديدًا مهيبًا ينبثق من أولى رموز الاحتجاج الاستعماري إلى الانتخابات البركانية لعام 1800. يتخلل سرد فيرلينج السريع بتفاصيل مثيرة للاهتمام. نرى بنجامين فرانكلين وهو يحاول أن يقرر ما إذا كان ولاؤه لبريطانيا العظمى أم لأمريكا، ونلتقي بجورج واشنطن عندما كان مزارعًا ذكيًا ورجل أعمال اكتشف الفوائد الاقتصادية الشخصية لاستقلال أمريكا. نتعرض لأولئك الذين دعموا الحرب ضد بريطانيا العظمى في عام 1776، ولكنهم عارضوا الاستقلال لأنه كان “قفزة في الظلام”. بعد الحرب، نسمع حديثًا في الشمال عن الانفصال عن الولايات المتحدة.
يقدم الكاتب حسابًا مثيرًا لأكثر الأحداث دراماتيكية في تاريخنا، مظهرًا مدى شراسة كانت تلك الصراعات من أجل الاستقلال، واعتماد الدستور، والصراع اللاحق بين الفيدراليين والجمهوريين الديمقراطيين. ومع ذلك، دون تباطؤ سير الأحداث، قدم دراسة رئيسية للقيادة والأفكار. هنا تأتي كل إبداع هامشي لهاميلتون وجيفرسون وهما يصارعان لتشكيل الأمة الجديدة، وهنا أيضًا العاطفة والدهاء السياسي لثوار مثل صموئيل آدمز وباتريك هنري، وأقرانهم الموالين، جوزيف غالواي وتوماس هتشنسون. هنا أيضًا نشاطيون ليسوا معروفين اليوم بشكل جيد، مثل إبراهام ياتس، الذين صارعوا من أجل التغيير الديمقراطي، وثيودور سيدجويك، الذين صارعوا للحفاظ على النظام السياسي والاجتماعي للماضي الاستعماري.
يظهر فيرلينج أنه طوال هذه الفترة كانت الصراعات السياسية الملحمية في كثير من الأحيان تشبه السياسة في الوقت الحاضر، وقادة السياسة – المؤسسون – لعبوا كرة سياسية صعبة مصاحبة بالعداوات والدوافع الأنانية والمرارة. الرهانات السياسية، كما يظهر هذا الكتاب، كانت استثنائية: الأولى لتأمين الاستقلال، ثم لتحديد معنى الثورة الأمريكية. لقد أظهر جون فيرلينج نفسه كمؤرخ مستنير لثورتنا، وككاتب ذو مهارة غير عادية. “قفزة في الظلام” هو تحفته، عمل يثير الجدل، وينير، ويسلي بكل ما فيه من مقدار كامل من الأفكار والمشاعر.