نصائح يجب عليك أن تسمعيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك
إن الأسبوع الأول مع مولودك الجديد يعد من أهم الفترات في حياة كل أم. إنه وقت مليء بالفرح والدهشة، ولكنه أيضاً يحمل تحديات كبيرة تستدعي التحضير النفسي والعملي. إن التحولات الكبيرة التي يشهدها جسم الأم، إلى جانب المشاعر المعقدة والأحاسيس الجديدة، تجعل من هذا الأسبوع فترة مليئة بالتوتر والرهبة في كثير من الأحيان. ولكن مع قليل من التحضير، قد يكون هذا الأسبوع بداية مريحة وجميلة لنمو العلاقة بينك وبين طفلك. هنا نقدم لك مجموعة من النصائح التي يجب أن تعرفيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك الجديد، لكي تتمكني من مواجهة هذا التحدي بثقة وهدوء.
1. تقبلي فكرة الفوضى والاضطراب
من الطبيعي أن تشعري بالارتباك في الأيام الأولى مع طفلك. الأمر لا يقتصر فقط على تغيير الحفاضات وتلبية احتياجات الطفل، بل يتعدى ذلك ليشمل التغيرات التي تطرأ على حياتك اليومية. ستجدين نفسك غير قادرة على أداء الأنشطة اليومية بالطريقة المعتادة؛ قد تتأخرين في أخذ دش أو تناول وجبة طعام بسبب مواعيد الرضاعة أو النوم الخاصة بالطفل. تقبلي هذه الفوضى وكوني مرنة في التعامل معها. ستعتادين على الروتين الجديد مع مرور الوقت.
2. احرصي على الراحة والنوم
من التحديات الكبرى التي ستواجهينها في الأسبوع الأول هي الحرمان من النوم. قد يبدو الأمر مستحيلاً في البداية لأن الطفل قد يستيقظ عدة مرات خلال الليل للرضاعة أو التغيير، مما يؤثر على ساعات نومك. ومع ذلك، يجب أن تحرصي على أخذ قسط كافٍ من الراحة قدر الإمكان. اجعلي الراحة جزءاً من روتينك اليومي. لا تترددي في أخذ قيلولة عندما ينام الطفل أو في طلب المساعدة من شخص آخر للعناية به لعدة ساعات كي تتمكني من النوم.
3. لا تخافي من طلب المساعدة
لا أحد يتوقع منك أن تكوني “الأم المثالية” منذ اليوم الأول. ستحتاجين إلى الدعم والمساعدة، سواء من الشريك أو العائلة أو الأصدقاء. سواء كان ذلك في العناية بالطفل أو حتى في الأعمال المنزلية، لا تترددي في طلب المساعدة عندما تشعرين بأنك بحاجة إليها. من الأفضل أن تقبلي الدعم، لأن ذلك سيساعدك على التكيف بشكل أسرع مع التحديات الجديدة.
4. تعلمي كيفية التعامل مع الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية قد تكون تحدياً في البداية، سواء من حيث التعلق أو التعود على وضعيات معينة. من المهم أن تعلمي أن الأيام الأولى قد تكون صعبة، لكن مع الوقت ستصبح الرضاعة الطبيعية أكثر سلاسة. حاولي الاسترخاء أثناء الرضاعة، وتذكري أن كل طفل يختلف عن الآخر. إذا كنت تواجهين صعوبة في الرضاعة أو لديك تساؤلات، فلا تترددي في استشارة مستشارة الرضاعة أو الطبيب.
5. فهم إشارات طفلك
في الأسبوع الأول، سيكون طفلك في مرحلة تعلم التفاعل مع العالم المحيط به. من خلال البكاء والحركات، سيحاول طفلك أن يرسل لك إشارات حول احتياجاته. تعلمي كيف تميزين بين أنواع البكاء المختلفة، مثل الجوع أو التعب أو الحاجة إلى تغيير الحفاض. كلما كنتِ أكثر انتباهاً لهذه الإشارات، كلما كان بإمكانك تلبية احتياجاته بسرعة أكبر، مما يسهم في جعله يشعر بالأمان والراحة.
6. اعتني بنفسك بشكل جيد
على الرغم من أن اهتمامك بطفلك هو الأولوية، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل صحتك النفسية والجسدية. بعد الولادة، يعاني الجسم من تغييرات هائلة، بما في ذلك التغيرات الهرمونية التي تؤثر على حالتك المزاجية. حاولي أن تأخذي وقتاً للاعتناء بنفسك، حتى لو كان ذلك لبضع دقائق فقط كل يوم. يمكنك تخصيص بعض الوقت للاستحمام أو الاستمتاع بكوب من الشاي المفضل لكِ أثناء نوم الطفل. العناية بنفسك تساهم في الحفاظ على توازنك النفسي وقدرتك على العناية بالطفل.
7. لا تقارني نفسك بالأمهات الأخريات
يحدث كثيراً أن تقومي بمقارنة تجربتك الأمومية بتجارب أمهات أخريات. قد تجدين أن البعض يعبر عن شعوره بالراحة والطمأنينة في الأيام الأولى مع طفلهم، بينما قد تشعرين أنت بالعكس تماماً. تذكري أن كل أم تجربة فريدة من نوعها، والأمر لا يتعلق بالكمال أو السرعة في التكيف. لا تقعي في فخ المقارنات. خذي وقتك في التعلم والنمو مع طفلك.
8. استعدي للتعامل مع مشاعر متناقضة
في الأيام الأولى، قد تشعرين بالفرح العميق والحب تجاه طفلك، لكن في نفس الوقت، قد تشعرين بالإرهاق والضغط النفسي. هذه المشاعر المتناقضة هي أمر طبيعي ويشعر بها كثير من الأمهات الجدد. لا تشعري بالذنب إذا مررت بتلك اللحظات. التكيف مع الحياة الجديدة يتطلب وقتاً، وأنت في مرحلة تعلم كيفية التوازن بين احتياجاتك واحتياجات طفلك.
9. احتفظي بأشياء مريحة حولك
في الأسبوع الأول، ستحتاجين إلى الراحة والسكينة بقدر ما تحتاجين إلى العمل الشاق في رعاية طفلك. من النصائح المهمة هو تجهيز بيئة مريحة لك. احرصي على أن يكون لديك كل ما تحتاجين إليه بالقرب منك، مثل الملابس المريحة، اللوازم الخاصة بالطفل، وسائل الراحة مثل البطانيات، وأشياء تتيح لك الاسترخاء، مثل كتاب جيد أو موسيقى هادئة. هذه التفاصيل الصغيرة يمكن أن تكون مفيدة جداً في تقليل الشعور بالضغط والإرهاق.
10. كني صبورة مع نفسك ومع الطفل
أخيراً، يجب أن تتحلي بالصبر مع نفسك ومع طفلك. في الأسبوع الأول، لن تسير الأمور دائماً كما تخططين لها، ولكن مع الوقت، ستصبحين أكثر خبرة وستعتادين على الجوانب المختلفة لتربية طفلك. لا تخافي من ارتكاب الأخطاء، لأنها جزء من عملية التعلم.
خلاصة
الاسبوع الأول مع طفلك هو فترة مليئة بالمشاعر المتناقضة، تحديات جديدة، وبداية رحلة أمومة لا مثيل لها. رغم التحديات، إلا أنه أيضاً وقت مليء بالحب والإلهام. مع التوجيه الصحيح، التكيف مع الوضع الجديد سيكون أسهل مما تتصورين. تذكري أن تقبلي الفوضى، تتعاملي مع طفلك بفهم، وتعتني بنفسك أيضاً. بهذه الطريقة، يمكنك بناء علاقة قوية مع طفلك وتجاوز الأيام الأولى بروح من التفاؤل والصبر.
