“رجل آفا” هو تحفة أدبية تاريخية تبنى على أساس قصة حقيقية لأحد أعضاء عائلة الكاتب ريك براج، تروي الكتاب قصة جده تشارلي باندرام وعلاقته بعائلته خلال فترة الكساد الاقتصادي العظيم في الولايات المتحدة. تجلب صفحاته للقارئ روح الجبال الأبالاتيّة والمعاناة والبساطة القديمة في وادي الأبالاتشي.
تعتبر شخصية تشارلي باندرام، جد براج، ملهمة حقيقية وأسطورة بسيطة في عالمه الصغير. كان رجلاً يتقن الحرف اليدوية، ويعمل بجد في مهن مختلفة مثل تلحيم السقوف والنجارة، وكان يعرف كيف يجعل القوارب من غطاء السيارات المتهالكة وكيف يعالج الجروح باستخدام السكر البني. على الرغم من أنه لم يكن يقرأ، إلا أنه كان يطلب من زوجته آفا أن تقرأ له الصحيفة اليومية لكي لا يبقى جاهلاً. ومن هنا جاءت القصة المؤثرة لرجل يسعى جاهداً لإدراك العالم من حوله بالرغم من ظروفه المحدودة.
تتناول القصة صعود وهبوطات حياة تشارلي باندرام وعائلته خلال فترة الكساد، حيث انتقلوا بين البيوت والمدن الصغيرة لتفادي الفقر والجوع الذي يهدد حياتهم. كان تشارلي يعمل في المعمل الفولاذي عندما كانت الصناعة تعمل، وإلا فإنه كان يعمل مقابل لحم خنزير ممتاز أو سلة من الخوخ عندما لا تكون هناك وظائف. كان رجلاً يفهم جيداً النقاط الدقيقة للقانون وتطبيقه على الفقراء والمدمنين، وكان لاعباً ماهراً على البنجو وراقصاً متحركاً، وكان يعمل لسداد الغرامات عندما تخرج الأمور عن السيطرة. كانت لديه موهبة فريدة للحياة، ولذلك كان أولاده يبجلونه، وعندما توفي، كانت السيارات تمتد على طول الطريق لأكثر من ميل تكريماً لذكراه.
يبني ريك براج نصًا متألقًا يتحدث عن الجد الذي لم يعرفه، والأب الذي وقف بجانب عائلته في الأوقات الصعبة، ويترك خلفه أسطورة تحمل قيم الصمود والإرادة والفرح اللاخمودي. إنه تراث أمريكي حي بقلم براج، يسلط الضوء على حياة الطبقة العاملة في الجنوب العميق، ويعتبر تقديراً لثقافة تتلاشى.