في سجلات تأريخ الأدب السياسي والثقافي، يظهر كتاب “بلدي: قصة إسرائيل الحديثة” كأحد المصادر الرائدة التي ترصد المراحل الهامة في تاريخ إسرائيل الحديثة. صاغ هذا العمل الرائع الدبلوماسي والتاريخي السفير أبا سليمان إيبان، الذي شغل مناصب مهمة في الحكومة الإسرائيلية، وتحديدًا وزير الخارجية، مما يمنح الكتاب أبعاداً فريدة ونظرة داخلية نادرة.
نشرت دار Random House هذا العمل الضخم في يناير عام 1972، حيث أضافت للقارئ قطعة أثرية ذات طابع فكري وتحليلي عميق. يتألف الكتاب من صفحاته الكثيرة التي تستكشف عصوراً حاسمة في مسيرة إسرائيل، بدءًا من الفترة الانتدابية ووصولاً إلى العقد السابع من القرن العشرين.
تتخذ الرحلة التأريخية للكتاب منحىً متشعبًا، حيث يتناول الكاتب الأحداث الرئيسية والتحولات الاجتماعية والسياسية التي شكلت هوية إسرائيل الوطنية. وفيما يبدو، فإن الكتاب ليس مجرد سرد تاريخي، بل يشكل دراسة عميقة حول الجذور والهويات التي نشأت وتطورت في ذلك السياق.
بالنظر إلى طابع الكتاب، يتسم بالأسلوب اللغوي السلس والمتقن، حيث يجمع بين الواقعية التاريخية والتحليل السياسي بشكل متقن، مما يجعله لا غنى عنه لكل من يهتم بفهم جذور وتكوين دولة إسرائيل. يعتبر “بلدي: قصة إسرائيل الحديثة” إسهامًا قيمًا في فهم التحولات الكبيرة التي مرت بها المنطقة، ويمثل مرجعًا أساسيًا في الدراسات الحديثة حول التاريخ الإسرائيلي.