في كتاب “في طريقنا إلى الجمال: مذكرات عائلية” للكاتبة يولاندا يونغ، تتجلى قصص البراءة والخبرة، الحكمة والتسامح، الكوارث والخلاص، والتي تمثل الدروس القوية التي يقوم عليها حياتها وإيمانها. يولاندا يونغ نشأت في مدينة شريفبورت بولاية لويزيانا، حيث كان الناس يصلون بجد كما يقامرون ويحبون بقوة كما يقاتلون. إنها مدينة صغيرة تتراوح بين القمم والهواجس، حيث تتنافس الملاهي الموسيقية مع الكنائس، وتتبارى وصلات الرهان مع أظرف العطاءات. كانت شوارع حي يولاندا التي لا تعبد كثيرا مبطنة بالأكواخ البسيطة، لكن نقص المال لم يمنع عائلتها ومجتمعها من تعليم القيم الأساسية. من خلال قصص ممزوجة بالفكاهة الجنوبية والتنوير الروحي، تقدم يولاندا لنا مجموعة من الشخصيات التي لا تُنسى، مثل جدتها العظيمة “بيج موما”، التي تقول كلماتها المفضلة “الآن دعونا نبتدأ”، وجدتها “هاني مون”، الشهيرة بعناقاتها القوية. وثمة جارتها المجاورة السيدة ليفيستون، التي تخبر يولاندا الصغيرة أنها تخلت عن مفاجأت الأمور بمناسبة عيد ميلادها الثمانين: “اعتقدت أنني كنت قد أصبحت كبيرة بما فيه الكفاية لأكون مذهولة. قد أعطي نفسي نوبة قلبية”. وحتى قصص الضيق الكبير تتحول إلى فرصة للنعمة: على الرغم من أن يولاندا شهدت والدها يطلق النار على والدتها، إلا أن الأم والابنة ينجوان وينموان بقوة، ويفرحان معًا. يعرض “في طريقنا إلى الجمال” بطريقة مشوقة ومضحكة ومُبهجة دائمًا، أن الأمل يمكن أن ينبع من اليأس ويمكن تحويل المحن إلى انتصارات.
0
