في عالم الطب وعلم الأمراض، يتجلى وبشكل لافت للنظر الحديث حول العامل الفاعل المسبب لمرض الطاعون، والذي يُعرف باللاتينية باسم Yersinia pestis. إن Yersinia pestis هو عبارة عن بكتيريا غرام سالبة من العائلة Yersiniaceae، وتُعتبر هذه البكتيريا الشريانة الرئيسية للإصابة بالطاعون، الذي يُصنَّف إلى ثلاثة أشكال رئيسية هي الطاعون الببلي (Bubonic plague)، والطاعون الرئوي (Pneumonic plague)، والطاعون الجدري (Septicemic plague).
تظهر Yersinia pestis بشكل عصيات غير متحركة تتميز بوجود تحولين هامين، هما السوتوفور (Sootyvorm) والبروتوفور (Protevorm)، وتُعتبر قادرة على النمو عند درجات حرارة تتراوح بين 4 و37 درجة مئوية، مع نمو أفضل عند درجة حرارة الجسم.
أما بالنسبة للطاعون، فيُعتبر هذا المرض تاريخياً من بين أخطر الأمراض الوبائية التي أثرت على البشرية. ينتقل العامل المسبب للطاعون عن طريق لدغات الفئران القائلة بالبراغيث الوسطية. يظهر المرض على شكل حالات تورم مؤلمة تعرف باسم “البوبو”، وهو عبارة عن تورم ليمفاوي يظهر في المناطق اللمفاوية القريبة من الموقع الذي تم لدغ فيه.
تتسبب الطاعون الببلي في أعراض مثل الحمى، والتشنجات العضلية، والغثيان، ويمكن أن يتطور الى الطاعون الرئوي الذي يُعد أخطر صور المرض، حيث يؤثر على الجهاز التنفسي وينتشر عبر الهواء. الطاعون الجدري يعد الأقسى، حيث يمكن أن يتسبب في تدهور الدورة الدموية والفشل العضوي.
يُعتبر الفهم العلمي لـ Yersinia pestis ومرض الطاعون أمراً بالغ الأهمية، حيث يسهم في تطوير الوسائل الوقائية والعلاجية لهذا المرض المدمر، ويسهم في الحد من انتشاره وتأثيراته الكارثية على الصحة العامة.