اضطرابات النوم، المعروفة أيضًا باسم اختلالات النوم أو اضطرابات الساعات البيولوجية، تمثل مجموعة متنوعة من الحالات التي تؤثر على نوعية وكمية النوم اليومي للفرد. تتنوع هذه الاضطرابات من حيث الأسباب والأعراض، وتشمل مجموعة واسعة من الحالات التي قد تؤدي إلى تأثير سلبي على الصحة العامة والجودة الحياتية.
من بين الاضطرابات الشائعة يأتي اضطراب الأرق، الذي يتسم بصعوبة الشخص في النوم أو البقاء نائمًا لفترة كافية، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الأداء اليومي والوظائف الحيوية للجسم. يمكن أن يكون الأرق ناتجًا عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التوتر النفسي، والأمراض الجسدية، والتقلبات الهرمونية، وحتى بعض العادات اليومية مثل تناول الكافيين في فترة الليل.
على الجانب الآخر، يمكن أن تظهر اضطرابات النوم بشكل متقدم وأكثر تعقيدًا، مثل متلازمة انقطاع التنفس أثناء النوم (اضطرابات التنفس النومية)، حيث يتوقف التنفس لفترات قصيرة خلال النوم، مما يؤثر على جودة النوم ويمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة.
من الجدير بالذكر أن هناك فئة أخرى من الاضطرابات تعرف بالأرق الشديد، حيث يعاني الفرد من صعوبة في النوم لفترات طويلة دون أي تحسن، مما يؤدي إلى تراكم التعب وتأثير سلبي على الحياة اليومية.
للتشخيص والتدخل العلاجي في حالات اضطرابات النوم، يعتمد الأطباء على تقييم دقيق لتاريخ الحالة الطبية للفرد، ويمكن أن يشمل ذلك دراسات النوم الليليَّة (polysomnography) وتقييم نمط الحياة والعادات اليومية. يشمل العلاج عادةً تغييرات في النمط الحياتي واستخدام العلاجات السلوكية والدوائية في بعض الحالات الحادة.
في الختام، تعد اضطرابات النوم مجالًا هامًا في علم الطب، حيث يتطلب التفاعل معها فهمًا شاملا للجوانب الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية، وتقديم خطط علاجية مخصصة لكل حالة بناءً على التقييم الشامل للفرد.