تعد “التراكم المرضي”، المشهور أيضًا باسم “Pathological Hoarding”، ظاهرة نفسية معقدة تتمثل في التجميع الزائد والمفرط للأشياء دون وجود حاجة حقيقية أو قيمة لهذه الأغراض. يُعتبر هذا التصرف جزءًا من اضطرابات السلوك النفسي، وتظهر علاماته عند الأفراد الذين يعانون من اضطراب تراكمي يتجاوز الحد العادي.
تتسم حالات التراكم المرضي بتجنب التخلص من الأغراض بشكل مفرط، حتى يتم ملء المساحات الحياتية بالأشياء التي قد تكون غير ضرورية أو حتى غير صحية. يمكن أن يكون للتراكم المرضي تأثيرات كبيرة على حياة الفرد، مثل العزل الاجتماعي وصعوبات في إدارة الحياة اليومية.
تشير الأبحاث الطبية إلى أن هناك علاقة بين التراكم المرضي واضطرابات نفسية أخرى مثل اضطرابات القلق والاكتئاب. يمكن أن يكون هناك أيضًا جوانب جينية تلعب دورًا في تطوير هذا النوع من السلوك.
تعد عمليات العلاج النفسي والدعم الاجتماعي أحد السبل الرئيسية لمعالجة حالات التراكم المرضي. يتضمن العلاج النفسي التوجيه الإرشادي والعلاج السلوكي المعرفي، مما يهدف إلى فهم العوامل الجذرية للتراكم وتعزيز التغيير في السلوك. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الدواء جزءًا من العلاج للتحكم في الأعراض المرتبطة بالتراكم المرضي.
يتطلب التعامل مع التراكم المرضي تفهمًا شاملاً للعوامل النفسية والاجتماعية التي تسهم في هذا السلوك. يُشدد على أهمية الدعم المستمر من قبل الأطباء النفسيين والأخصائيين الاجتماعيين لمساعدة الأفراد في التغلب على هذا الاضطراب وتحسين جودة حياتهم.