اضطراب القلق الكبير، الذي يُعرَف أيضاً بالتسمية “اضطراب القلق الرئيسي”، يُمَثِّل إحدى الحالات النفسية المُعاصِرة التي تُشكِّل جزءًا من فئة اضطرابات القلق. يتميز هذا الاضطراب بتجسيد مستويات مكثفة ومُستمرة من القلق والتوتر النفسي في حياة الفرد المتأثر به. يُعَدُّ اضطراب القلق الكبير حالة مرضية تتسم بالخصائص السريرية التي تؤثر على نوعية الحياة والأداء اليومي للفرد.
تظهر أعراض اضطراب القلق الكبير بطرق مُتَنوِعة، حيث يمكن أن تشمل القلق الشديد والقلق المستمر، بالإضافة إلى التوتر العصبي والتفكير المفرط في الأحداث المستقبلية بشكل غير واقعي. يمكن أن تترافق هذه الأعراض مع تجارب جسدية مثل التوتر العضلي والصداع، إضافةً إلى مشاكل في النوم تتمثل في الأرق والاضطرابات في دورة النوم. يمكن أن تتسبب حدة أعراض اضطراب القلق الكبير في التأثير على القدرة على التركيز وأداء المهام اليومية بشكل فعّال.
تعتبر الأسباب المحتملة لاضطراب القلق الكبير متعددة ومعقدة، وقد تتضمن عوامل وراثية وبيئية. قد يكون للتوتر الحياتي والضغوط النفسية دور في تفاقم هذا الاضطراب، وتزيد من احتمالات حدوث الأعراض. من الجدير بالذكر أن اضطراب القلق الكبير قد يظهر في مراحل مختلفة من العمر، مما يبرز أهمية التشخيص المبكر والتدخل العلاجي لتحسين جودة حياة الأفراد المتأثرين.
تتضمن خيارات العلاج لاضطراب القلق الكبير تقنيات العلاج السلوكي والعلاج الدوائي، حيث يهدف العلاج إلى تحسين استجابة الفرد تجاه المواقف المحددة التي تثير القلق وتساعد في إدارة الأعراض بشكل فعال. يتطلب علاج اضطراب القلق الكبير التعاون المستمر مع فريق الرعاية الصحية لتحديد الخيارات الأمثل وتحقيق تحسين في الحالة النفسية والعامة للمتأثرين بهذا الاضطراب.