في سياق المعاجم الطبية، يُعرَف فشل الكبد، المعروف أيضاً باسم “Liver Failure”، بأنه حالة مرضية تتسم بتدني وظائف الكبد إلى درجة يعجز فيها الجسم عن الحفاظ على أدائها الوظيفي الطبيعي. يعتبر الكبد عضواً حيوياً في الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي، ويقوم بوظائف مهمة مثل تنقية السموم وإنتاج الصفراء وتخزين الجلوكوز، لذا فإن فشل الكبد يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة.
تعزى أسباب فشل الكبد إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التهابات فيروسية مزمنة، واستهلاك كميات كبيرة من الكحول، وأمراض أخرى كالتليف الكبدي وأورام الكبد. يمكن أن يكون فشل الكبد نتيجة لتداخل الأدوية أو تعرض الجسم للسموم، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة الكبدية.
تظهر أعراض فشل الكبد بشكل متقدم، حيث يمكن أن تتضمن فقدان الشهية، وفقدان الوزن، والغثيان، والتعب الشديد. يمكن أن تزداد حدة هذه الأعراض مع مرور الوقت، مما يؤدي في النهاية إلى فقدان وظائف الكبد بشكل كامل. تتسبب فشل الكبد في تراكم السوائل في الجسم، مما يؤدي إلى انتفاخ البطن والساقين. كما يمكن أن يتطور المرض إلى تشوهات في الدماغ نتيجة لتراكم السموم، مما يعرف بالتشوهات الكبدية الدماغية.
لتشخيص فشل الكبد، يعتمد الأطباء على مجموعة من الفحوصات والاختبارات، بما في ذلك الفحوصات الدموية لتقييم وظائف الكبد واكتشاف أي علامات للتلف الكبدي. يمكن أيضاً إجراء فحوصات الصور الطبية مثل الأشعة السينية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتقييم حالة الكبد بشكل أفضل.
من العلاجات الممكنة لفشل الكبد تتضمن تغييرات في نمط الحياة، مثل التوقف عن تناول الكحول وتحسين التغذية. قد يتطلب الأمر في بعض الحالات التدخل الجراحي، مثل زراعة الكبد. يعتمد العلاج على سبب الفشل وشدته، وقد يتطلب تعاوناً متعدد التخصصات بين أطباء الكبد وأخصائيي التغذية والعلاج الطبيعي.
في الختام، يعد فشل الكبد حالة خطيرة تتطلب تقييمًا وعلاجًا فعّالًا للحفاظ على صحة المريض، ويجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض مثل فقدان الشهية المستمر أو تغيرات في الوزن التي لا تفسر بسهولة، البحث عن المساعدة الطبية بسرعة لتحديد ومعالجة أي حالة محتملة لفشل الكبد.