في عالم التشريح الطبي، يعد “الفتحة الفقرية البينية” أو ما يُعرف باللاتينية باسم “Intervertebral Foramen” هو هيكل تشريحي حيوي يتمثل في الفضاء الفقري الذي يتكون بين الفقرات الفقرية. يعتبر هذا الفتحة أمراً حيوياً في نظام العمود الفقري والذي يلعب دوراً حاسماً في دعم وحماية النخاع الشوكي والأعصاب الفقرية.
تتكون الفتحة الفقرية البينية نتيجة لتشكيل الفقرات الفقرية المتتالية، حيث يتم تكوينها بواسطة فتحتين فقريتين متجاورتين. تشكل هذه الفتحتين ممراً ضيقاً يتيح للأعصاب الفقرية والأوعية الدموية المرتبطة بها أن تخرج من النخاع الشوكي وتمتد إلى جسم الإنسان.
يتم وضع الفقرات الفقرية بشكل متتالي لتشكل العمود الفقري، وبين كل فقرة وأخرى، يتم تشكيل الفتحة الفقرية البينية. يكون للفتحة هيكل دائري يحيط بالجذع العصبي والجذع الشرياني، وهما الهياكل الأساسية التي تمر من خلال هذا الفتحة.
الفتحة الفقرية البينية لها أهمية كبيرة في وظيفة الجهاز العصبي المركزي، حيث تمر من خلالها الألياف العصبية التي تنقل الإشارات العصبية من الدماغ إلى الأعضاء والأنسجة في جسم الإنسان والعكس. كما أن وجود هذه الفتحة يسمح بحرية حركة الفقرات الفقرية وتوفير المرونة اللازمة للعمود الفقري، مما يسهم في تحقيق الحركة والاستجابة العضلية بشكل فعال.
في حالة حدوث أي اضطراب أو ضغط على الفتحة الفقرية البينية، قد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل ضغط على الأعصاب الفقرية، مما يتسبب في ألم وتنميل في المناطق التي يتم تغذيتها من خلال تلك الأعصاب.
باختصار، الفتحة الفقرية البينية تمثل جزءًا أساسيًا من التشريح الفقري، حيث توفر الحماية والدعم للنخاع الشوكي والأعصاب الفقرية، وتسهم في الحفاظ على وظائف الجهاز العصبي المركزي والحركة الطبيعية للعمود الفقري.