في سياق المعاجم الطبية، يُعتبر مصطلح “Histocompatibility” أمرًا له أهمية بالغة في فهم التفاعلات البيولوجية والطبية داخل الجسم البشري. يُشير هذا المصطلح إلى قدرة الأنسجة الحية على التفاعل مع بعضها البعض دون إحداث رد فعل مناعي ضار. يُعَدُّ هذا النظام الحيوي من أساسيات نجاح زراعة الأعضاء وعلاجات الأمراض التي تستهدف الجهاز المناعي.
على الصعيدين النظري والتطبيقي، تتناول مفاهيم Histocompatibility تمثيلًا وتوجيهًا للنظام المناعي تجاه الأنسجة والأعضاء. يعتمد هذا التفاعل على تكامل معقد لمجموعة معينة من البروتينات المعروفة باسم “المستضدات الكبرى للتوافق”، والتي يتم تشفيرها بواسطة جينات معينة في مجموعة من المورثات الموجودة في كروموسوم رقم 6.
تكوين هذه المستضدات يُدرَجُ ضمن نطاق التنوع الوراثي، ويؤثر بشكل مباشر على إمكانية نجاح عمليات زراعة الأعضاء، حيث يتعين أن يكون المتبرع والمستلَم متوافقين هستوميًا لتجنب رفض الجسم للعضو المزروع. يتطلب هذا التوافق استخدام تقنيات تحليل النمط الوراثي باستخدام تقنيات الDNA لتحديد التشابه بين المستضدات.
من الجدير بالذكر أن دراستها وتفاعلاتها تمتد إلى مجالات عديدة مثل علم الأمراض والمناعة، حيث يُفَهم التاريخ الحضاري للبحوث في مجال Histocompatibility كجزء لا يتجزأ من التقدم العلمي والطبي في فهم عمق التفاعلات البيولوجية داخل الكائن البشري.