في معجم الطب، يُعرف مصطلح “الإبيجينيتيكس” بأنه يمثل فرعًا مهمًا في مجال البحوث الجزيئية والوراثية. يرتبط هذا المصطلح بالتأثيرات التي تحدث خارج السلسلة الجينية نفسها والتي يمكن أن تؤثر على التركيب والوظيفة الجينية بدرجة كبيرة. تعكس الإبيجينيتيكس التغيرات في التعبير الجيني دون تغيير في التسلسل الجيني الأساسي.
من الناحية البسيطة، يمكن وصف الإبيجينيتيكس بأنها دراسة التأثيرات البيئية على التشكيل الجيني، حيث يتم تحفيز أو إسكات بعض الجينات دون تغيير في الرموز الوراثية. ينظر الباحثون في هذا المجال إلى التأثيرات التي تعتمد على البيئة وتوفر لنا رؤية أفضل حول كيفية تطوّر الظروف المحيطة بالفرد يمكن أن تؤثر على صحته وتمثيله الجيني.
يعتمد الإبيجينيتيكس على آليات متعددة، من بينها التعديلات الكيميائية على الحمض النووي (DNA) وبروتينات التاريخ (histones)، والتي تؤثر على كيفية قراءة الجينات وتفاعلها مع البيئة الخارجية. على سبيل المثال، يمكن لتعديلات الحمض النووي مثل إضافة مجموعات الميثايل أو إزالتها أن تؤثر على الوظيفة الجينية.
تعد الإبيجينيتيكس أيضًا مجالًا مهمًا في فهم العديد من الحالات الطبية والأمراض، حيث يُعتبر التأثير البيئي على الوراثة جزءًا لا يتجزأ من التفاعل الدقيق الذي يحدث داخل الخلايا الحية. وتشمل الأمثلة على ذلك التأثيرات البيئية مثل التعرض للملوثات البيئية، والتغيرات في نمط الحياة، والتغذية.
بالمجمل، تمثل الإبيجينيتيكس نقطة محورية في استكشاف التفاعلات المعقدة بين الوراثة والبيئة، وتسلط الضوء على كيفية تشكيل هذه التفاعلات لتحديد مسارات الصحة والمرض في المستقبل.