في المعجم الطبي، يُعرَف مصطلح “إنغرام” (Engram) بأنه تغيّر طويل الأمد في الوظائف العصبية المرتبط بتخزين واسترجاع الذاكرة. يمثل الإنغرام تحفيزًا عصبيًا محددًا يتم تخزينه في الدماغ، ويعكس عملية تشكيل الذاكرة. إذ يتكون الإنغرام من نمط معقد من التوصيلات العصبية والتفاعلات الكيميائية التي تحدث في الخلايا العصبية.
تعتبر دراسة الإنغرام أمرًا حيويًا في فهم عمليات الذاكرة وتأثيرات التعلم. يشير العلماء إلى أن الإنغرام يتم تكوينه عندما يحدث تكرار التحفيز العصبي، وتتفاعل الخلايا العصبية بطريقة تجعلها أكثر تأهبًا للتفاعل مع نفس الإشارة في المستقبل. يعتبر هذا النمط من التفاعلات العصبية جزءًا من الأساس البيولوجي لعمليات الذاكرة والتعلم.
يشير الباحثون إلى أن الإنغرام ليس مفهومًا محددًا فحسب في علم الأعصاب وعلم النفس، بل يرتبط أيضًا بفهم مفاهيم مثل التأقلم والتعديل. يمكن للإنغرام أن يكون مرتبطًا بالتجارب العاطفية والذكريات الشخصية، مما يضيء على الطريقة التي يتعامل بها الدماغ مع تجارب الحياة ويحفظها للاستفادة المستقبلية.
وفي سياق طبي، يمكن أن يكون فهم الإنغرام ذا أهمية خاصة في تفسير بعض الاضطرابات النفسية والعصبية التي قد تتعلق بتشوهات في عمليات الذاكرة وتكوين الذكريات. بالتالي، يعد البحث والتفكير حول الإنغرام أمرًا حيويًا لفهم تفاعلات الدماغ ومدى تأثيرها على الصحة العقلية والوظائف العصبية.