تعتبر القرحة الاثنا عشرية (Duodenal ulcer) إحدى الحالات الطبية التي تصيب الأمعاء، وتتسم بتكوُّن تقرح في الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة، المعروف بالاثنا عشر. يتميز هذا المرض بتأثيره الشائع على طبقة الغشاء المخاطي في هذا الجزء من الجهاز الهضمي، مما يسبب آلامًا مزعجة وقد تكون حادة.
في سياق الأعراض، يعاني المصابون بالقرحة الاثنا عشرية من آلام في الجزء العلوي من البطن، وغالباً تكون هذه الآلام أكثر حدة عند الجوع، مما يؤدي إلى انخفاض الشهية وفقدان الوزن. قد تتفاقم الأعراض ليلاً، مما يؤثر على نوعية النوم لدى المريض. يُلاحظ أيضًا تحسن الأعراض بعد تناول الطعام.
من الجوانب الفيزيولوجية، يعزى تكوين القرحة الاثنا عشر إلى عدة عوامل، منها ارتفاع إفراز الحمض المعدي وتأثيره الضار على جدار المعدة والأمعاء، إضافة إلى تأثير العدوى بالبكتيريا Helicobacter pylori. كما يمكن أن يكون للعوامل الوراثية دور في زيادة فرص الإصابة بالقرحة.
من الناحية التشخيصية، يعتمد تشخيص القرحة الاثنا عشر على تاريخ الحالة الطبية للمريض، بالإضافة إلى إجراء فحص جسدي واختبارات تشخيصية مثل فحص الدم للكشف عن وجود البكتيريا Helicobacter pylori، وفحص الأشعة التليفزيونية بالباريوم لتقييم حالة الأمعاء.
تتضمن خطة العلاج للقرحة الاثنا عشر العديد من الجوانب، بدءًا من توفير العلاجات المضادة للحموضة لتقليل إفراز الحمض المعدي وحماية الغشاء المخاطي، وصولاً إلى استخدام المضادات الحيوية في حال تأكيد وجود العدوى بالبكتيريا. قد يكون من الضروري إجراء تغييرات في نمط الحياة واتباع نظام غذائي خاص لتحسين الوضع الصحي للمريض.
يُشدد على أهمية متابعة الحالة الصحية بانتظام وإجراء الفحوص الطبية اللازمة للتأكد من استجابة المريض للعلاج وتحسين حالته العامة. تحتاج حالات القرحة الاثنا عشر إلى إدارة شاملة ومتخصصة لضمان التحكم في الأعراض والوقاية من حدوث مضاعفات.