في سياق الطب، يُعرف مصطلح “التليف الكبدي”، المعروف أيضاً بـ “Cirrhosis”، بأنه حالة تشوه تصيب الكبد نتيجة للتليف النسيجي النهائي، حيث يحل محل الأنسجة الطبيعية في الكبد بنسيج ندبي غير وظيفي. يشير هذا الحالة إلى مرحلة متقدمة من الأمراض الكبدية التي يمكن أن تكون نتيجة لمجموعة واسعة من الأسباب.
تعد التليف الكبدي نتيجة لاستمرار الضرر على الأنسجة الكبدية على مر الوقت، سواء كان ذلك بسبب التهاب مزمن، مشاكل مرتبطة بالكحول، أو أمراض أخرى تؤثر على الكبد. يتميز التليف بتراكم نسيج ندبي يؤدي إلى انضغاط الأوعية الدموية في الكبد، مما يعوق تدفق الدم ويؤدي إلى فقدان وظائف هامة للكبد.
من الأعراض المشتركة للتليف الكبدي تضم تورم البطن بسبب تجمع السوائل (الاستسقاء)، وفقدان الوزن، وضعف عام، وتغيرات في البشرة والعيون بسبب اضطرابات في تصريف الصفراء. قد يعاني المصابون بالتليف الكبدي أيضًا من ارتفاع ضغط الدم في الوريد البابي، مما يزيد من الضغط على الأوعية الدموية ويزيد من تلف الكبد.
تشير التشخيصات الطبية إلى أهمية الفحص الشامل واستخدام التصوير الطبي، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالموجات فوق الصوتية، لتقييم حجم وحالة الكبد. يمكن أيضًا إجراء فحوصات دم لتقييم وظائف الكبد وتحديد درجة الالتهاب.
إدارة التليف الكبدي تعتمد على سببه ودرجة تقدمه. في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج تغييرات في نمط الحياة، مثل التوقف عن تناول الكحول واتباع نظام غذائي صحي. في حالات التليف الشديد، قد تكون الزرع الكبدي أو زراعة الكبد هي الحلاقة، خاصة عندما تصل الحالة إلى مراحل متقدمة. يُحث دائمًا على التعاون الوثيق مع الفريق الطبي لتحديد الخيارات العلاجية المناسبة بناءً على حالة المريض وتقدم المرض.