في سياق الطب والفسيولوجيا، يُعتبر توازن الأحماض والقواعد من الجوانب الحيوية والأساسية للحفاظ على وظائف الجسم بشكل صحيح. يعكس هذا التوازن الدقيق بين الأحماض والقواعد الحالة الفيزيولوجية الطبيعية التي تسهم في الحفاظ على بيئة مناسبة لأداء العديد من العمليات الحيوية في الجسم.
يعتمد توازن الأحماض والقواعد على نسبهم النسبية في السوائل البيولوجية، خاصة في الدم. الدم يحتوي على نظام معقد من المواد الكيميائية المساهمة في تحديد مستوى الحموضة (pH). الحموضة تشير إلى مقدار الأيونات الهيدروجينية في السائل، وهي تُعبر عنها باستخدام مقياس pH. تتراوح قيم pH بين 0 و14، حيث يعتبر 7 قيمة محايدة. إذا كانت القيمة أقل من 7، فإن السائل يُعتبر حمضيًا، بينما إذا كانت أعلى من 7، فإنه يُعتبر قاعديًا.
يعمل نظام توازن الأحماض والقواعد على الحفاظ على pH الدم ضمن نطاق ضيق يتراوح بين 7.35 و7.45. أي انحراف عن هذا النطاق يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. لضمان هذا التوازن، يتدخل الجهاز الكلوي والجهاز التنفسي بفعالية.
الكلى تلعب دوراً حاسماً في تخليص الجسم من الفائض من الأيونات الهيدروجينية والمواد الحمضية. من جهة أخرى، يساهم الجهاز التنفسي في تنظيم تركيز ثاني أكسيد الكربون في الجسم، مما يؤثر بشكل كبير على pH الدم.
بالإضافة إلى الكلى والتنفس، يتدخل الجهاز الهضمي أيضًا في توازن الأحماض والقواعد عبر إفراز المواد القاعدية والحمضية في الجهاز الهضمي. هذا النظام الثلاثي للتوازن يضمن استقرار بيئة الجسم ويحافظ على سلامة الوظائف الحيوية.