في عالم الطب وعلم النفس، يُعرَف اضطراب اللغة باسم “الأفاسيا”، والتي تُعتبر من الحالات التي تؤثر على قدرة الفرد على فهم واستخدام اللغة بشكل صحيح. من بين تلك الأشكال المختلفة للافاسيا، يأتي اضطراب اللغة المعروف باسم “الأنوميك”، الذي يتسم بفقدان القدرة على استرجاع كلمات محددة أثناء المحادثة أو الكتابة.
يتميز مرضى الأنوميا بصعوبة في تذكر أسماء الأشياء أو المفردات الخاصة بأشخاص أو أماكن معينة، حتى إنهم يظهرون قدرًا كبيرًا من الاضطراب عند محاولة الوصول إلى كلمات معينة تصف أشياء يعرفونها تمامًا. يعزى هذا الاضطراب إلى عدم القدرة على الوصول إلى الكلمات في مخزن الذاكرة، وهو أمر ينبعث غالباً من مشكلات في الشبكات اللفظية المتنوعة داخل الدماغ.
تظهر الأنوميا بشكل شائع في حالات السكتة الدماغية والإصابات الرأسية، حيث يمكن أن يؤثر التلف في مناطق معينة من الدماغ، مثل الزند والفص الصدغي الأسفل، على وظيفة اللغة وتنظيمها. عندما يعاني الفرد من الأنوميا، يصبح تعبيره عن الأفكار والمفاهيم أمرًا معقدًا، حيث يكون عرض المعلومات والتواصل اللغوي أكثر صعوبة.
في معالجة الأنوميا، يتم التركيز على تقديم جلسات علاجية تحفيزية تهدف إلى تحسين القدرة على استدعاء الكلمات المفقودة وتقوية الشبكات اللفظية المتأثرة. يشمل العلاج استخدام تقنيات التحفيز الحسية واللفظية، بالإضافة إلى التمارين التي تستهدف تعزيز التواصل اللغوي. كما يُشجع على ممارسة اللغة المنطوقة والكتابية بانتظام لتحفيز تحسين التفاعل اللغوي وتقليل الصعوبات التي قد تظهر نتيجة للافاسيا الأنوميكية.