الدواء المضاد للحمض النووي (Antisense drug) هو وسيلة فاعلة في مجال الطب الجزيئي، حيث يستخدم لتنظيم تعبير الجينات والتأثير على البروتينات المحددة في الخلايا. يعتمد هذا النهج على الاستخدام الذكي للأحماض النووية المضادة، والتي تستهدف الحمض النووي الريبوزي (RNA) أو الحمض النووي الديوكسي (DNA)، مما يؤدي إلى تثبيط ترجمة الجينات أو تفاعلها.
تتكون الأحماض النووية المضادة من تسلسل نووي معاكس لتسلسل الحمض النووي المستهدف. يتم تصميم هذه الأحماض النووية المضادة بحيث تتفاعل مع الحمض النووي المستهدف بشكل انتقائي، وذلك لتحديد الجين المعيب أو الذي يحتاج إلى تنظيم. تعتمد فعالية هذه الأحماض النووية المضادة على قدرتها على التفاعل مع الحمض النووي المستهدف بشكل دقيق، مما يؤدي إلى تثبيط ترجمة الجين أو تعطيل وظيفته.
يمكن استخدام الدواء المضاد للحمض النووي في عدة سيناريوهات طبية، منها على سبيل المثال علاج الأمراض الوراثية التي تنتج عن تحور في الجينات. كما يمكن استخدامه للتدخل في عمليات تكوين البروتين وتنظيمها، مما يعزز فرص التحكم في الظواهر البيولوجية داخل الخلايا.
يجسد هذا النهج الابتكاري تقدمًا هائلاً في مجال الطب الجزيئي، حيث يتيح للأطباء والباحثين التدخل بشكل محدد في الأمراض على مستوى الجينات والبروتينات. ومع التطور المستمر في هذا المجال، يظهر أن الدواء المضاد للحمض النووي يمثل أداة قوية لتحسين العلاج وتوجيهه بشكل أكثر دقة نحو المشاكل الوراثية والأمراض الجينية.