مقال عن فيلم “The Great Hack”
في عالم اليوم، أصبح تأثير البيانات الشخصية والشبكات الاجتماعية أمرًا حاسمًا في تشكيل آراء الجمهور واتخاذ القرارات السياسية. فيلم “The Great Hack” الذي أخرجه كريم عامر وجيهان نوجيم، يعرض قصة مثيرة تكشف عن كيفية استخدام البيانات الشخصية للمواطنين في الحملات السياسية، وبالتحديد كيف أصبحت شركة كامبريدج أناليتيكا رمزا للجانب المظلم من وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2016.
ملخص الفيلم
صدر فيلم “The Great Hack” في عام 2019، ويستعرض في 114 دقيقة كيف أسهمت البيانات الشخصية في التأثير على الحملات الانتخابية، ليس في الولايات المتحدة فقط، بل في أنحاء العالم أجمع. الفيلم يركز بشكل رئيسي على فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا التي استغلت بيانات مستخدمي موقع “فيسبوك” لتشكيل حملات سياسية موجهة تُؤثر على اختيارات الناخبين.
في ذلك الوقت، كانت كامبريدج أناليتيكا قد استعانت بجمع البيانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتطوير نماذج معقدة تصف ميول الأفراد السياسية، وبدأت بتوجيه رسائل سياسية مستهدفة بناءً على تلك البيانات. الفيلم يظهر كيف استُخدم هذا النوع من البيانات في التأثير على تصويت المواطنين في انتخابات كانت محورية مثل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2016، مما طرح أسئلة هامة حول الأخلاقيات والخصوصية في العصر الرقمي.
الطابع الوثائقي للفيلم
يُعد “The Great Hack” من أفلام الوثائقيات التي تسلط الضوء على قضية كبيرة وأثرها الاجتماعي والسياسي. يعرض الفيلم شهادات من صحفيين، خبراء في مجال البيانات، وموظفين سابقين في شركة كامبريدج أناليتيكا، ويستند في سرد قصته إلى ملفات وشهادات حية توضح حجم الاستغلال الذي تم في استغلال بيانات المستخدمين لأغراض سياسية.
الفيلم يفتح أبواب النقاش حول دور البيانات في الحياة الشخصية، وكذلك حول دور وسائل التواصل الاجتماعي في التأثير على المجتمعات السياسية في العصر الحديث. من خلال هذا الوثائقي، يتمكن المشاهدون من فهم الصورة الكاملة لما حدث خلف الكواليس في فترة الانتخابات، وكيف يمكن للبيانات الشخصية أن تُستخدم كأداة هائلة للتلاعب بالعقول العامة.
الأثر الاجتماعي والسياسي للفيلم
يطرح الفيلم العديد من الأسئلة حول ما إذا كان يتم استغلال المعلومات الشخصية للأفراد في حملات انتخابية أو حتى في تسويق المنتجات بشكل يضر بخصوصية الأفراد. “The Great Hack” يُعد مصدرًا هامًا لفهم مدى التهديد الذي قد تشكله الشركات التي تتحكم في بيانات الناس على مستوى العالم، وكيف يمكن أن تؤثر هذه الشركات على القرارات السياسية من خلال توجيه الرسائل لأفراد بعينهم بناءً على اهتماماتهم وميولهم.
أحد النقاط المهمة التي يثيرها الفيلم هو الإشارة إلى ضعف قوانين حماية البيانات في العديد من الدول، وكيف أن هذه الشركات قد تستغل الثغرات القانونية لخلق تأثيرات غير متوازنة في السياسات العامة.
التوجيهات المستقبلية والتحديات
الفيلم ليس مجرد استعراض لحدث تاريخي، بل هو دعوة للتفكير في كيفية حماية البيانات الشخصية في المستقبل. يتطرق الفيلم إلى دور الحكومات والشركات الكبرى في حماية خصوصية المواطنين وكيف يمكن تحسين القوانين والتشريعات الخاصة بذلك. كما يعرض طرقًا للمجتمع الدولي لمكافحة التلاعب بالبيانات، وتحديد الحدود الأخلاقية لتوظيف هذه البيانات في الدعاية السياسية.
الخاتمة
“The Great Hack” هو وثائقي يطرح مواضيع حيوية ومهمة حول العلاقة بين البيانات الشخصية والشبكات الاجتماعية، مما يفتح الباب أمام نقاش واسع حول كيف يمكن للمجتمعات التأثير على تلك البيانات وكيف يمكن حماية الأفراد من التلاعب السياسي. في ظل تزايد التحديات التي تواجه خصوصية البيانات في العصر الرقمي، يبقى هذا الفيلم نقطة انطلاق لفهم أعمق للواقع الذي نعيشه اليوم.
فيلم “The Great Hack” هو فيلم وثائقي يعكس الظلال المظلمة للعصر الرقمي وكيف أن التكنولوجيا يمكن أن تُستخدم لتشكيل الواقع السياسي والاجتماعي في وقتنا الحاضر.