فيلم “كل الأسباب للنسيان”: محاولة تَخطي العلاقة العاطفية بأساليب متعددة
يعد فيلم “كل الأسباب للنسيان” (All The Reasons To Forget) من الأفلام البرازيلية التي تتناول موضوع الانفصال العاطفي بطريقة تجمع بين الكوميديا والدراما، وهو من إخراج المخرج البرازيلي بيدرو كوتينيو. تم إصدار الفيلم في عام 2017 وأصبح متاحًا للمشاهدين في 19 أبريل 2018. استحوذ هذا الفيلم على انتباه الجمهور بسبب تناوله لموضوع شائع لكنه دائمًا ما يحمل تحديات عاطفية معقدة، ألا وهو كيفية تجاوز العلاقة العاطفية بعد الفشل والانفصال.
قصة الفيلم:
تدور أحداث فيلم “كل الأسباب للنسيان” حول شخصية شاب برازيلي يدعى “توني”، الذي يحاول بشتى الطرق التكيف مع حياته بعد انفصاله عن صديقته. مع مرور الوقت، يكتشف توني أن تجاوز علاقة عاطفية قد تكون أصعب بكثير مما كان يظن. في محاولاته المتعددة للشفاء والتعافي، يتعرض لمواقف كوميدية ولكنها مليئة بالتوتر العاطفي والتحديات النفسية. يُظهر الفيلم صراع الشخصيات مع الخيانة الذاتية ومحاولة فهم العلاقة السابقة من وجهات نظر مختلفة.
الشخصيات الرئيسية:
يتميز الفيلم بأداء قوي من مجموعة من الممثلين البرازيليين المعروفين. يجسد “جوني ماسارو” دور توني، الشاب الذي يحاول التأقلم مع حياته بعد الفراق. أما “بيانكا كومباراتو” فتؤدي دور “لورا”، وهي إحدى الشخصيات المحورية التي لها دور مهم في مسار تطور توني العاطفي. “ريجينا براگا” و”ماريا لورا نوغييرا” يقدمان أداء مميزًا في شخصيات تدور حولها العديد من أحداث الحب والصراع.
أسلوب الفيلم:
يمزج فيلم “كل الأسباب للنسيان” بين أسلوب الكوميديا والدراما، حيث يتم تصوير اللحظات الكوميدية التي يعيشها توني بشكل متقن من خلال المواقف التي يمر بها، في حين يتم التطرق بحساسية لمشاعر الحزن والفقدان الناتجة عن الانفصال. إلا أن الفيلم يعكس أيضًا مدى تعقيد الانفصال العاطفي، حيث يعاني بطل الفيلم من شعور الفقدان والصراع الداخلي، ما يعكس واقعًا يعايشه الكثيرون في العلاقات الإنسانية.
الرسالة الرئيسية للفيلم:
الفيلم لا يعرض فقط تجارب كوميدية، بل يفتح نافذة على حقيقة مريرة يواجهها العديد من الأشخاص بعد الانفصال العاطفي. فمن خلال توني، يعكس الفيلم مدى الصعوبة التي قد يواجهها الشخص في محاولة النسيان وتجاوز الألم الناتج عن علاقة فاشلة. يحاول توني البحث عن طرق متعددة للشفاء، ولكنه يدرك تدريجيًا أن الشفاء لا يأتي بالسرعة التي يعتقدها وأن الزمن هو العنصر الأكثر قوة في المساعدة على التداوي.
تقييم الفيلم:
حقق الفيلم نجاحًا نقديًا جيدًا بفضل تقديمه لحبكة غير تقليدية تدور حول معاناة ما بعد الانفصال. نجح المخرج بيدرو كوتينيو في التوازن بين المشاعر المتناقضة التي يمر بها البطل وبين لحظات الفكاهة التي تخفف من حدة الموضوع. بفضل التمثيل المتميز والكتابة الجيدة، استطاع الفيلم أن يصبح من بين الأعمال المميزة التي تتميز بالكوميديا السوداء.
مدة الفيلم وتصنيفه:
يتميز الفيلم بأنه يعرض في مدة زمنية لا تتجاوز 90 دقيقة، ما يجعل مشاهدته مناسبة للوقت المحدود. وهو مصنف ضمن تصنيفات الأفلام الكوميدية والدرامية والأفلام الدولية، وهو موجه إلى جمهور ناضج، حيث يحمل تصنيف “TV-MA”، ما يعني أنه يحتوي على مشاهد قد تكون غير مناسبة للمشاهدين الأصغر سنًا.
النهاية المفتوحة:
من الأمور المثيرة في الفيلم هي نهايته المفتوحة التي تترك مجالًا للتفسير الشخصي. في نهاية الفيلم، لا يصل توني إلى حل نهائي لمشكلاته العاطفية، مما يضيف عمقًا للرواية ويجعل المشاهدين يتفاعلون مع شخصيته وحياته بشكل أكبر. يمكن لكل مشاهد أن يرى في توني انعكاسًا لتجاربه الشخصية مع الحب والانفصال، مما يجعل الفيلم يشعر بالواقعية والصدق.
استنتاج:
“كل الأسباب للنسيان” هو فيلم يعرض واقعًا معقدًا وساخرًا حول التعامل مع الفقد والانفصال العاطفي. من خلال مزيج من الكوميديا والدراما، يناقش الفيلم فكرة التعافي والمضي قدمًا، ولكنه يعكس في الوقت نفسه أن الألم لا يمكن تجاوزه بسهولة، وأن الحياة تستمر حتى مع الأسى. فيلم يُعد مثالاً جيدًا على كيفية تقديم التحديات النفسية والعاطفية بطريقة فنية مؤثرة ومعبرة.