فوائد وطريقة تحضير قهوة القشر

طريقة قهوة القشر: تقليد قديم وفوائد صحية متعددة

تعتبر قهوة القشر من المشروبات التقليدية التي اعتادت العديد من الشعوب على تحضيرها وتناولها لقرون طويلة. من المعروف أن هذه القهوة تختلف بشكل كبير عن قهوة الحبوب التقليدية، حيث يتم تحضيرها باستخدام قشور البن المحمص بدلًا من الحبوب نفسها. يعتقد الكثيرون أن هذه القهوة تحمل فوائد صحية جمة نظرًا لما تحتويه من مواد غذائية ومضادات أكسدة تساعد على تعزيز الصحة العامة. من خلال هذا المقال، سنتناول طريقة تحضير قهوة القشر، فوائدها الصحية، وأسباب شعبيتها في بعض الثقافات.

1. ما هي قهوة القشر؟

قهوة القشر، كما يدل اسمها، هي مشروب يتم تحضيره باستخدام القشور الخارجية لحبوب البن بعد استخراج الحبوب منها. وتعد هذه القشور بمثابة بقايا عملية تحضير القهوة التقليدية. على الرغم من أن حبوب البن تعتبر العنصر الأساسي في تحضير مشروب القهوة المعتاد، فإن القشور التي يتم التخلص منها غالبًا، تمتلك خصائص غذائية فريدة، ما يجعلها جزءًا من مشروب قهوة غير تقليدي، لكنه غني بالفوائد.

تختلف طريقة تحضير قهوة القشر بحسب المنطقة أو الثقافة، لكن الفكرة الأساسية تكون واحدة، وهي غلي القشور بعد تحميصها أو تبخيرها لتحضير مشروب شبيه بالقهوة. هذا النوع من القهوة يلقى رواجًا كبيرًا في العديد من الدول العربية وبعض المناطق الأفريقية، حيث يُنظر إليها كبديل طبيعي وأقل كلفة للقهوة التقليدية.

2. طريقة تحضير قهوة القشر

تحضير قهوة القشر يتطلب بعض الخطوات البسيطة التي يمكن لأي شخص إتمامها بسهولة في المنزل. إليك الطريقة التقليدية لتحضير قهوة القشر:

المكونات:

• قشور بن محمصة (تُباع عادةً في الأسواق أو يمكن الحصول عليها من أماكن تحميص البن).

• ماء.

• سكر أو عسل (حسب الرغبة).

• حليب أو مكملات إضافية (اختياري).

طريقة التحضير:

1. التحميص:
   أولاً، يجب تحميص قشور البن في مقلاة على نار هادئة حتى تتحول إلى اللون البني الداكن. هذا يساعد في تعزيز النكهة وإطلاق الزيوت الطبيعية الموجودة في القشور.

2. الغليان:
   بعد التحميص، ضع القشور في قدر وأضف إليها الماء. يتم غلي القشور في الماء لمدة 15-20 دقيقة للحصول على نكهة قوية وغنية. يمكن إضافة المزيد من الماء إذا لزم الأمر.

3. التصفية:
   بعد غلي القشور، قم بتصفية المشروب باستخدام مصفاة للحصول على سائل نقي.

4. الإضافات:
   يمكن إضافة السكر أو العسل حسب الرغبة. البعض يفضل إضافة الحليب لتحضير مشروب كريمي، بينما يفضل البعض الآخر تناوله بدون إضافات.

5. التقديم:
   قدم قهوة القشر في أكواب دافئة، ويمكن تناولها كما هي أو مع بعض المكملات الغذائية أو الحلويات المفضلة.

3. الفوائد الصحية لقهوة القشر

تُعد قهوة القشر مشروبًا مفيدًا جدًا للصحة، ويرجع ذلك إلى تركيبتها الغنية بالمواد المغذية والمضادة للأكسدة. إليك بعض الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها من تناول قهوة القشر:

3.1 تحسين صحة الجهاز الهضمي

قهوة القشر تحتوي على نسبة كبيرة من الألياف، مما يساعد على تحسين حركة الأمعاء وتعزيز عملية الهضم. تناول قهوة القشر يمكن أن يساهم في تقليل مشاكل الإمساك ويعزز من صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.

3.2 دعم جهاز المناعة

تحتوي قشور البن على مجموعة من المركبات المضادة للأكسدة، مثل البوليفينولات، التي تعمل على مكافحة الجذور الحرة في الجسم. هذه المركبات تعزز من قدرة جهاز المناعة على مقاومة الأمراض والعدوى.

3.3 تحسين الصحة القلبية

أظهرت بعض الدراسات أن القشور تحتوي على مواد تساعد في تقليل مستويات الكولسترول الضار (LDL) في الجسم، مما يعزز من صحة القلب والأوعية الدموية. وبالتالي، فإن تناول قهوة القشر يمكن أن يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

3.4 تنظيم مستوى السكر في الدم

تحتوي قهوة القشر على مركبات طبيعية يمكن أن تساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم. لهذا السبب، يُوصى بها كإحدى الخيارات الصحية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.

3.5 تقليل التوتر والقلق

من المعروف أن قهوة القشر تحتوي على مادة الكافيين بنسبة أقل من قهوة الحبوب التقليدية. هذه النسبة المنخفضة قد تكون مثالية للأشخاص الذين يعانون من القلق أو الأرق، حيث توفر نشاطًا معتدلًا دون أن تؤدي إلى زيادة التوتر أو الاضطرابات في النوم.

3.6 تحسين صحة الجلد

تحتوي قشور البن على العديد من العناصر الغذائية التي يمكن أن تساعد في تحسين صحة الجلد. مضادات الأكسدة الموجودة فيها قد تساهم في تقليل آثار الشيخوخة المبكرة وتحسين مرونة البشرة.

3.7 مفيدة لفقدان الوزن

بعض الدراسات أظهرت أن قهوة القشر قد تساعد في تحسين عملية الأيض وزيادة معدل حرق الدهون في الجسم. هذا يجعلها خيارًا مفيدًا لأولئك الذين يسعون إلى فقدان الوزن بطريقة طبيعية.

4. أسباب شهرة قهوة القشر في بعض الثقافات

قهوة القشر لها مكانة خاصة في العديد من الدول العربية وبعض المناطق الإفريقية. تاريخيًا، كانت قهوة القشر جزءًا من الحياة اليومية للكثير من الناس، وكان لها دور كبير في الجلسات الاجتماعية والتجمعات العائلية. في بعض المناطق، كان يُنظر إليها على أنها مشروب صحي ومفيد للضيوف، حيث كانت تُعد في المناسبات الخاصة والاحتفالات.

في بعض البلدان، تعتبر قهوة القشر مشروبًا منخفض التكلفة مقارنة بالقهوة التقليدية، وهو ما جعلها خيارًا شائعًا بين العديد من الأسر ذات الدخل المحدود. علاوة على ذلك، تميزت قهوة القشر بنكهتها الفريدة التي تجمع بين مرارة خفيفة وحلاوة طبيعية، مما جعلها محبوبة لدى العديد من الأشخاص.

5. الفرق بين قهوة القشر والقهوة التقليدية

على الرغم من أن قهوة القشر قد تحتوي على بعض المركبات المفيدة التي توجد في حبوب البن، إلا أنها تختلف بشكل كبير عن القهوة التقليدية. قهوة الحبوب تحتوي على كميات أكبر من الكافيين، مما يجعلها أكثر قدرة على تحفيز الجهاز العصبي المركزي وزيادة اليقظة والتركيز. أما قهوة القشر، فتتميز بنكهة أخف وتأثير أقل على الجسم نظرًا لانخفاض مستوى الكافيين فيها.

6. أين تجد قهوة القشر؟

يمكن العثور على قشور البن في العديد من الأسواق المحلية والمقاهي التي تقدم مشروبات القهوة التقليدية. في بعض الأماكن، تُباع قشور البن المحمصة في أكياس جاهزة للتحضير. كما يمكن العثور عليها عبر الإنترنت في المتاجر المتخصصة في بيع المكملات الغذائية أو المنتجات الطبيعية.

7. الخاتمة

تعد قهوة القشر مشروبًا تقليديًا ومغذيًا ذو فوائد صحية متعددة. فهي ليست مجرد بديل اقتصادي لقهوة الحبوب، بل تقدم أيضًا العديد من الفوائد التي تتعلق بتحسين الهضم وصحة القلب وتقوية جهاز المناعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحضيرها سهل ويمكن تناوله كجزء من روتينك اليومي للحصول على فوائد صحية دون التأثير السلبي المرتبط بالكافيين العالي الموجود في القهوة التقليدية. في النهاية، تعتبر قهوة القشر خيارًا رائعًا لأولئك الذين يبحثون عن مشروب طبيعي وصحي يدعم نمط حياتهم الصحي.