7 فوائد صحية مثبتة علمياً لفيتامين ب 12
فيتامين ب 12، المعروف أيضًا باسم الكوبالامين، هو أحد الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء التي تلعب دورًا حيويًا في العديد من العمليات البيولوجية في الجسم. يعزز فيتامين ب 12 الصحة العامة ويؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ والأعصاب، بالإضافة إلى تأثيراته على إنتاج الطاقة. وعلى الرغم من أنه يتم الحصول على فيتامين ب 12 بشكل رئيسي من الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم، الأسماك، والبيض، فإن نقصه يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية متعددة. في هذا المقال، سنستعرض سبع فوائد صحية مثبتة علمياً لفيتامين ب 12.
1. دعم صحة الدماغ والوظائف المعرفية
فيتامين ب 12 يعد أحد المغذيات الأساسية التي تساهم بشكل كبير في دعم صحة الدماغ والوظائف المعرفية. يساعد هذا الفيتامين في الحفاظ على صحة الأعصاب ويعزز عملية تكوين الميالين، وهي مادة دهنية تحيط بالأعصاب وتساعد في نقل الإشارات الكهربائية بين خلايا الدماغ والجهاز العصبي. من خلال تحسين قدرة الأعصاب على التواصل، يساهم فيتامين ب 12 في تعزيز الذاكرة والتركيز.
دراسات عديدة أظهرت أن نقص فيتامين ب 12 يمكن أن يؤدي إلى مشاكل معرفية مثل ضعف الذاكرة، تشوش التفكير، وحتى الخرف في الحالات المتقدمة. في دراسة نشرتها مجلة “Neurology”، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين ب 12 كانوا أكثر عرضة للإصابة بتدهور معرفي مع تقدم العمر. كما أظهرت الأبحاث الأخرى أن تناول مكملات فيتامين ب 12 يمكن أن يساعد في تحسين الوظائف المعرفية لدى كبار السن الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين.
2. تحسين المزاج والمساعدة في تقليل الاكتئاب
فيتامين ب 12 يلعب دورًا مهمًا في تنظيم إنتاج الهرمونات المرتبطة بالمزاج مثل السيروتونين والدوبامين. تشير الأبحاث إلى أن نقص فيتامين ب 12 يمكن أن يكون مرتبطًا بتطور الاكتئاب والقلق. عندما تكون مستويات فيتامين ب 12 منخفضة، يمكن أن تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج هذه الهرمونات، مما يؤدي إلى اضطرابات مزاجية.
دراسة أجريت في عام 2004 على الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المزمن أظهرت أن مكملات فيتامين ب 12 ساعدت في تحسين أعراض الاكتئاب بشكل ملحوظ، خاصةً عندما كان النقص في هذا الفيتامين موجودًا. مكملات فيتامين ب 12 يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في تعزيز فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب لدى بعض الأفراد. إذا كان نقص فيتامين ب 12 هو السبب الكامن وراء الاكتئاب، فإن تصحيح هذا النقص قد يؤدي إلى تحسن كبير في المزاج بشكل عام.
3. دعم صحة القلب والشرايين
من الفوائد الصحية الأخرى المثبتة لفيتامين ب 12 هو دوره في دعم صحة القلب والأوعية الدموية. فيتامين ب 12 يعمل بشكل أساسي على تقليل مستويات الحمض الأميني “الهوموسيستين” في الدم. الهوموسيستين هو مادة كيميائية يتم إنتاجها في الجسم نتيجة تكسير البروتينات، وعندما تكون مستويات الهوموسيستين مرتفعة، فإنها قد تسبب ضررًا للأوعية الدموية وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
دراسات عديدة أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ب 12 لديهم مستويات مرتفعة من الهوموسيستين، مما يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية. لذلك، فإن تناول مكملات فيتامين ب 12 يمكن أن يساعد في خفض مستويات الهوموسيستين وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
4. تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء والوقاية من فقر الدم
من الفوائد الصحية المعروفة لفيتامين ب 12 هو دوره في تعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء. فيتامين ب 12 يلعب دورًا رئيسيًا في عملية التكوين الصحيح لخلايا الدم الحمراء في نخاع العظام. النقص في هذا الفيتامين يؤدي إلى فقر الدم الضخم الأرومات، وهو نوع من فقر الدم الذي يتميز بخلايا دم حمراء غير ناضجة وغير قادرة على حمل الأوكسجين بكفاءة.
في الدراسات السريرية، وجد أن الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين ب 12 يظهرون علامات واضحة لفقر الدم مثل التعب، شحوب الجلد، وضيق التنفس. من خلال تناول مكملات فيتامين ب 12، يمكن تحسين إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يعزز قدرة الجسم على نقل الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء. ويعتبر فيتامين ب 12 ضروريًا أيضًا للحفاظ على صحة الخلايا الأخرى في الجسم، مثل خلايا الجهاز الهضمي والخلايا العصبية.
5. تحسين مستويات الطاقة وتقليل الشعور بالتعب
يُعتبر فيتامين ب 12 أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تساعد في تحويل الطعام إلى طاقة. يعزز فيتامين ب 12 من قدرة الجسم على إنتاج الطاقة من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات التي نتناولها. عندما يعاني الجسم من نقص في هذا الفيتامين، قد يشعر الشخص بالتعب المستمر، الدوار، وفقدان الطاقة.
دراسات متعددة أظهرت أن مكملات فيتامين ب 12 يمكن أن تساعد في استعادة مستويات الطاقة وتقليل التعب المزمن، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا الفيتامين. بفضل دوره في إنتاج خلايا الدم الحمراء وتحسين قدرة الجسم على نقل الأوكسجين إلى الأنسجة، يعد فيتامين ب 12 عنصرًا حيويًا لمساعدة الأشخاص على الشعور بالنشاط والحيوية.
6. دعم صحة الجلد والشعر والأظافر
يسهم فيتامين ب 12 أيضًا في الحفاظ على صحة الجلد والشعر والأظافر. نقص فيتامين ب 12 يمكن أن يؤدي إلى مشاكل جلدية مثل الشحوب، التهيج الجلدي، أو حتى تقرحات الفم. كما أن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يتسبب في تساقط الشعر وضعف الأظافر.
فيتامين ب 12 يساعد في تعزيز صحة خلايا الجلد والشعر من خلال تحسين تجديد الخلايا والحفاظ على الجلد صحيًا. وعندما يتوفر الفيتامين بشكل كافٍ في الجسم، فإنه يساعد في تقوية بصيلات الشعر ويقلل من تساقطه. علاوة على ذلك، فإن فيتامين ب 12 يلعب دورًا في دعم صحة الأظافر، مما يساهم في الحفاظ على أظافر قوية وغير قابلة للتكسر.
7. دور في صحة الجهاز العصبي وتقليل خطر الأمراض العصبية
أحد الأدوار الحيوية لفيتامين ب 12 هو الحفاظ على صحة الجهاز العصبي. فيتامين ب 12 يدعم حماية الأعصاب من خلال تعزيز تكوين الميالين، الذي يشكل طبقة دهنية تحمي الأعصاب وتساعد في انتقال الإشارات العصبية بين الخلايا. نقص فيتامين ب 12 قد يؤدي إلى ضعف الأعصاب، وتلف الخلايا العصبية، وحتى الإصابة بأمراض مثل التصلب المتعدد أو الاعتلال العصبي.
أظهرت العديد من الدراسات أن نقص فيتامين ب 12 يمكن أن يساهم في تطور الأمراض العصبية المزمنة، بما في ذلك مرض الزهايمر. كذلك، يعد هذا الفيتامين ضروريًا في الوقاية من الاعتلال العصبي المحيطي، وهو اضطراب يصيب الأعصاب الخارجية ويمكن أن يؤدي إلى الشعور بالخدر، الألم، وفقدان الإحساس في الأطراف.
الختام
فيتامين ب 12 هو فيتامين أساسي للحفاظ على العديد من وظائف الجسم الحيوية. من تحسين صحة الدماغ والوظائف المعرفية إلى تعزيز مستويات الطاقة وصحة القلب والأعصاب، يظهر بوضوح مدى أهمية هذا الفيتامين في الحياة اليومية. يعتبر تناول كميات كافية من فيتامين ب 12 جزءًا أساسيًا من نمط الحياة الصحي، خاصةً للأشخاص الذين يتبعون حميات نباتية أو أولئك الذين يواجهون مشاكل في امتصاصه بشكل صحيح.
