أنواع الوحمات وأسبابها للأطفال

الوحمة: تعريفها وأشهر أنواعها التي تصيب الأطفال

الوحمة هي عبارة عن تغيير في لون الجلد، وتعتبر من الظواهر الجلدية الشائعة التي قد تظهر على جسم الطفل عند الولادة أو في مراحل الطفولة المبكرة. تتكون الوحمات نتيجة لتغيرات في الأوعية الدموية أو الخلايا الصبغية الموجودة في الجلد. وتختلف في شكلها وحجمها وموقعها على الجسم، حيث يمكن أن تكون حميدة وغير ضارة، إلا أن بعضها قد يتطلب المتابعة أو العلاج الطبي.

تعتبر الوحمات حالة طبيعية في أغلب الأحيان، ولكن هناك أنواعاً متعددة لها، بعضها يختفي مع مرور الوقت، بينما يظل البعض الآخر موجوداً طوال الحياة. تعتمد إمكانية اختفاء الوحمة أو بقائها على نوعها وخصائصها. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ماهية الوحمات، أسباب ظهورها، أشهر أنواعها التي قد يصاب بها الطفل، وكيفية التعامل معها.

1. ماهية الوحمات

الوحمة هي تَغيير أو تشوه في لون الجلد أو تكوينه بسبب وجود خلايا غير طبيعية. قد تكون هذه التغيرات في الشكل نتيجة لزيادة عدد الأوعية الدموية أو تراكم صبغة الميلانين (التي تعطي الجلد لونه الطبيعي) في منطقة معينة من الجلد. في بعض الحالات، قد يظهر النمو غير الطبيعي لخلايا الجلد في صورة نمو زائد أو تغير في نسيج الجلد.

الوحمة يمكن أن تكون خلقيّة، أي تظهر منذ الولادة، أو تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة. قد يتفاوت حجمها وشكلها، من بقع صغيرة إلى تغيرات أكبر تمتد على مناطق واسعة من الجسم. في أغلب الأحيان، لا تكون الوحمات مشكلة صحية، لكن بعض الأنواع قد تتطلب مراقبة أو علاجًا في حالة حدوث مضاعفات أو تغيرات في الشكل.

2. أنواع الوحمات

تتنوع الوحمات من حيث الشكل والخصائص والسبب الذي أدى إلى ظهورها. أهم الأنواع التي قد تظهر لدى الأطفال تشمل:

2.1 الوحمة الوعائية (Hemangioma)

الوحمة الوعائية، والمعروفة أحيانًا بالوحمة الدموية أو “التوتية”، هي من أكثر أنواع الوحمات شيوعًا التي تصيب الأطفال عند الولادة. تحدث هذه الوحمة بسبب تجمع غير طبيعي للأوعية الدموية في منطقة معينة من الجلد، ما يجعلها تظهر بلون أحمر أو أرجواني.

هناك نوعان رئيسيان للوحمة الوعائية:

• الوحمة الوعائية السطحية (Superficial Hemangioma): تظهر على السطح الخارجي للجلد، وتكون غالبًا بلون أحمر زاهي أو أرجواني. قد تظهر في منطقة الوجه أو العنق أو الصدر.

• الوحمة الوعائية العميقة (Deep Hemangioma): تتواجد هذه الوحمات تحت سطح الجلد، وقد تكون ذات لون أزرق أو أرجواني.

غالبًا ما تختفي هذه الوحمات بشكل تدريجي مع مرور الوقت، وعادةً ما يختفي حوالي 50% منها بحلول السنة الخامسة من عمر الطفل. في حالات نادرة، قد تحتاج هذه الوحمات إلى علاج أو تدخل جراحي إذا كانت تؤثر على وظائف معينة في الجسم.

2.2 الوحمة الشائعة (Port-Wine Stain)

الوحمة الشائعة أو وحمة “البورت واين” هي نوع آخر من الوحمات الوعائية. تتميز هذه الوحمة بوجود بقعة مسطحة وثابتة من الجلد تكون بلون أحمر إلى أرجواني داكن. تظهر هذه الوحمات بسبب تمدد الأوعية الدموية تحت الجلد بشكل غير طبيعي.

تظهر عادة في مناطق الوجه، خصوصًا على الجبهة أو الجفن أو الخد، ويمكن أن تكون بحجم صغير أو أكبر. لا تختفي هذه الوحمات بمرور الوقت كما في حالة الوحمة الوعائية، وقد تظل موجودة طوال الحياة. وفي بعض الحالات، قد تتطلب الوحمة الشائعة علاجًا بالليزر لتقليل حجمها أو لتخفيف لونها.

2.3 الوحمة الصبغية (Pigmented Birthmarks)

الوحمة الصبغية هي نوع من الوحمات التي تنشأ نتيجة لزيادة في عدد الخلايا الصبغية (الميلانين) في الجلد. تظهر هذه الوحمات في شكل بقع بنية أو داكنة على سطح الجلد، وقد تكون صغيرة أو كبيرة.

أشهر أنواع الوحمة الصبغية تشمل:

• الشامة (Mole): وهي وحمة صبغية صغيرة تظهر على الجلد، وتكون بنية اللون. قد تكون مسطحة أو بارزة.

• البقع السوداء (Cafe-au-lait spots): عبارة عن بقع بنية فاتحة تظهر على الجلد، وغالبًا ما تكون بحجم صغير وتكون غير ضارة.

• وحمة الجمل (Congenital Melanocytic Nevus): وهي نوع من الوحمة الكبيرة التي قد تكون ذات لون بني أو أسود وتظهر عند الولادة أو في الأشهر الأولى من الحياة. قد تزداد حجمًا مع مرور الوقت.

تعتبر الوحمة الصبغية غير مؤذية في أغلب الحالات، لكن في بعض الحالات النادرة قد تتحول إلى سرطان الجلد، لذا يُنصح بمراقبتها بانتظام.

2.4 الوحمة الجلدية البسيطة (Simple Skin Birthmarks)

الوحمة الجلدية البسيطة هي تغيرات طفيفة في لون الجلد تحدث غالبًا في منطقة خلف الرقبة أو في مؤخرة الرأس، وهي عبارة عن بقع صغيرة من اللون الأحمر أو الوردي. تختفي هذه البقع عادةً بعد بضعة أشهر من الولادة، ولا تسبب أي مشاكل صحية.

3. أسباب ظهور الوحمات

إن أسباب ظهور الوحمات تختلف حسب نوعها، وقد لا يكون السبب دائمًا واضحًا. إلا أنه يمكن تحديد بعض العوامل التي قد تؤدي إلى ظهور الوحمات على الجسم:

• الوراثة: في بعض الحالات، قد تكون الوحمات موروثة من الأبوين أو الأقارب. إذا كان أحد الوالدين يعاني من نوع معين من الوحمات، قد يظهر نفس النوع لدى الطفل.

• التطور الجنيني: تظهر بعض الوحمات بسبب تغييرات تحدث أثناء تطور الجنين في رحم الأم، مما يؤدي إلى تكوّن الأوعية الدموية أو الخلايا الصبغية بشكل غير طبيعي.

• عوامل هرمونية: قد تساهم الهرمونات في ظهور بعض أنواع الوحمات، خصوصًا في فترة الحمل.

4. كيفية التعامل مع الوحمات

في أغلب الحالات، لا تتطلب الوحمات علاجًا، خاصة إذا كانت حميدة وغير ضارة. لكن إذا كانت الوحمة تتسبب في مشاكل صحية أو تجميلية، قد يكون من الضروري استشارة الطبيب. بعض الأنواع مثل الوحمة الوعائية أو الوحمة الشائعة يمكن أن تتطلب علاجًا باستخدام الليزر أو الجراحة في حالات معينة.

أما في حالة الوحمات الصبغية، فيُنصح بمراقبتها للتأكد من عدم تغير حجمها أو لونها. في حال حدوث أي تغيير ملحوظ، يجب زيارة الطبيب المختص.

5. الخلاصة

تعد الوحمات من الظواهر الشائعة التي تصيب الأطفال، وتختلف في نوعها وحجمها وموقعها على الجسم. بينما تكون معظم الوحمات غير ضارة وتختفي مع مرور الوقت، قد يحتاج بعضها إلى مراقبة أو علاج. تتنوع الوحمات بين الوحمات الوعائية، الصبغية، والجلدية البسيطة، وتعتبر معظمها حالة طبيعية لا تشكل خطرًا على صحة الطفل.