كيف تحافظين على بشرتك من تشققات الحمل

كيف أحافظ على جسمي من تشققات الحمل؟

تعتبر التشققات الجلدية من المشكلات الشائعة التي تواجه العديد من النساء أثناء الحمل. تطرأ هذه التشققات نتيجة للتمدد السريع الذي يحدث في الجلد مع نمو الجنين، ويترتب على ذلك تمزقات صغيرة في الأنسجة التي تجعل البشرة تظهر في شكل خطوط حمراء أو أرجوانية أو بيضاء، والتي يمكن أن تكون مصدر إزعاج للعديد من النساء. لكن مع العناية المناسبة، يمكن تقليل احتمالية حدوث التشققات أو على الأقل تقليل حدتها إذا ظهرت.

يعد الحمل فترة مليئة بالتغيرات الجسدية، ويعتمد مدى تأثير هذه التغيرات على الجسم على عدة عوامل مثل الوراثة، وزن الجسم، التغذية، مستوى النشاط البدني، وكيفية العناية بالبشرة. هذا المقال يقدم استراتيجيات متعددة للحد من ظهور التشققات وتقديم بعض النصائح التي قد تساعد في العناية بالجسم خلال هذه المرحلة المهمة.

1. فهم أسباب تشققات الحمل

أول خطوة في الوقاية من التشققات هي فهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهورها. عندما يتسارع نمو الجنين في الرحم، يتعرض الجلد لضغط كبير بسبب التمدد السريع في منطقة البطن، الصدر، الفخذين، والأرداف. وبالرغم من أن هذه التشققات لا تشكل تهديدًا لصحة الأم أو الجنين، إلا أن الكثير من النساء يفضلن تجنبها أو تقليل ظهورها قدر الإمكان.

• التغيرات الهرمونية: خلال فترة الحمل، يرتفع مستوى بعض الهرمونات مثل هرمون الاستروجين، مما يساهم في زيادة مرونة الجلد. ومع ذلك، فإن زيادة الوزن السريعة في فترة الحمل لا يعطي الجلد الوقت الكافي للتكيف مع التغيرات، مما يؤدي إلى تمزق الأنسجة.

• زيادة الوزن السريعة: من المعروف أن زيادة الوزن الكبيرة والسريعة هي عامل رئيسي في ظهور التشققات. قد تؤدي الزيادة السريعة في الوزن إلى تمدد الجلد بشكل مفاجئ، مما يصعب على الأنسجة أن تتمدد بشكل طبيعي.

• الوراثة: تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في تحديد ما إذا كانت المرأة ستصاب بتشققات جلدية أثناء الحمل. إذا كانت والدتك أو أختك قد تعرضن لهذه المشكلة، فإن احتمالية إصابتك بها تكون أعلى.

• نقص العناصر الغذائية: نقص بعض الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤدي إلى ضعف الأنسجة الجلدية، مما يزيد من احتمال تمزقها أثناء الحمل.

2. أهمية الترطيب المستمر للبشرة

الترطيب الجيد للبشرة يعد أحد أهم الأساليب التي يمكن اتباعها للحد من ظهور التشققات. البشرة الجافة أكثر عرضة للتشقق، وبالتالي فإن توفير الرطوبة اللازمة يساعد على تحسين مرونة الجلد. يجب على الحامل استخدام مرطبات طبيعية وغنية بالمغذيات للحفاظ على نضارة بشرتها ومرونتها.

من أهم المكونات التي يجب البحث عنها في مرطبات البشرة:

• زبدة الشيا: تحتوي زبدة الشيا على مجموعة من الأحماض الدهنية والفيتامينات التي تساعد في ترطيب الجلد وتنعيمه. كما أن لديها خصائص مضادة للالتهابات، ما يجعلها مثالية للاستخدام خلال الحمل.

• زيت جوز الهند: يحتوي زيت جوز الهند على خصائص مرطبة ومغذية، كما يساعد على تحسين مرونة الجلد. يمكن استخدامه يوميًا على المناطق التي قد تتعرض للتشققات.

• زيت اللوز الحلو: يعتبر زيت اللوز الحلو من الزيوت التي تحسن مرونة البشرة وتقلل من الجفاف. يساعد في تقليل ظهور التشققات إذا تم استخدامه بانتظام.

• زيت الزيتون: يحتوي زيت الزيتون على فيتامينات مثل فيتامين E وA التي تلعب دورًا هامًا في تعزيز صحة الجلد وترطيبه.

يجب أن يتم الترطيب مرتين يوميًا على الأقل، وخاصة في المناطق التي تعاني من التمدد مثل البطن والصدر والفخذين.

3. اتباع نظام غذائي متوازن

التغذية السليمة هي أساس صحة البشرة، ويجب أن تضمن المرأة الحامل تناول كميات كافية من الفيتامينات والمعادن التي تساهم في تعزيز مرونة الجلد. الأطعمة الغنية بفيتامين C، فيتامين E، والأحماض الدهنية الأساسية تعد من الأطعمة المهمة لصحة الجلد.

• فيتامين C: يعد فيتامين C من العناصر الحيوية لإنتاج الكولاجين، وهو البروتين الذي يعزز مرونة الجلد. توجد كمية كبيرة من فيتامين C في الفواكه الحمضية مثل البرتقال، الجريب فروت، والفراولة.

• فيتامين E: يساهم فيتامين E في الحفاظ على صحة الجلد ويعزز من مرونته. يمكن العثور عليه في المكسرات، بذور عباد الشمس، والزيوت النباتية.

• الأحماض الدهنية أوميغا-3: الأطعمة مثل السمك الدهني (السلمون، التونة) والمكسرات تحتوي على الأحماض الدهنية الأساسية التي تحسن صحة البشرة وتساعد في تجنب التشققات.

• الماء: الترطيب الداخلي أمر بالغ الأهمية للبشرة. شرب كميات كافية من الماء يوميًا يساعد في إبقاء البشرة رطبة ويزيد من مرونتها.

4. ممارسة التمارين الرياضية المناسبة

النشاط البدني المعتدل يساعد على تحسين الدورة الدموية وبالتالي تحسين صحة الجلد. ومن خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، يمكن للمرأة الحامل أن تحسن من مرونة بشرتها وتحافظ على الوزن بشكل متوازن.

• تمارين القوة: تمارين تقوية العضلات تساعد في تحسين مظهر الجسم بشكل عام، وتقلل من الترهلات التي قد تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية والوزن الزائد.

• التمارين الهوائية: مثل المشي والسباحة، تساعد في تحسين الدورة الدموية ومنح الجلد تغذية أفضل.

• تمارين تمدد: تمارين اليوغا أو التمدد يمكن أن تساعد في تحسين مرونة البشرة وتقلل من ضغط التمدد على الجلد.

من المهم استشارة الطبيب قبل البدء في أي نوع من التمارين الرياضية أثناء الحمل لضمان سلامة الأم والجنين.

5. الابتعاد عن عوامل خطر أخرى

هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر ظهور التشققات، مثل استخدام المنتجات الكيميائية القاسية أو التدخين. لذا يُنصح بتجنب ما يلي:

• المنتجات الكيميائية: بعض المستحضرات التي تحتوي على مواد كيميائية قد تسبب جفاف الجلد أو تهيجه، وبالتالي تزيد من احتمالية ظهور التشققات.

• التدخين: يعد التدخين من العوامل التي تؤثر سلبًا على صحة الجلد وتقلل من مرونته. لذلك، يجب على النساء الحوامل تجنب التدخين لضمان الحفاظ على صحة البشرة.

• الجلوس لفترات طويلة: الجلوس لفترات طويلة أو الضغط على مناطق معينة من الجسم يمكن أن يؤدي إلى تمدد الجلد بشكل غير متوازن، مما يزيد من ظهور التشققات.

6. التقنيات الحديثة لعلاج التشققات الجلدية

إذا ظهرت التشققات على البشرة بعد الولادة أو مع زيادة الوزن، فإن هناك العديد من العلاجات الحديثة التي يمكن أن تساعد في تحسين مظهر الجلد. من أبرز هذه العلاجات:

• الليزر: يساعد العلاج بالليزر في تحسين مظهر التشققات من خلال تحفيز الكولاجين في الجلد.

• العلاج بالتقشير الكيميائي: يمكن أن يساعد التقشير الكيميائي في تجديد خلايا الجلد والتخفيف من ظهور التشققات.

• المعالجة بالميكرونيدلينغ: هي تقنية تستخدم إبرًا صغيرة لخلق ثقوب دقيقة في الجلد، مما يساعد في تجديد الأنسجة وتحفيز إنتاج الكولاجين.

تُعد هذه العلاجات آمنة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامها أثناء الحمل أو بعد الولادة.

7. الاستعداد للوقاية من التشققات أثناء الحمل

من الأفضل أن تبدأ المرأة الحامل في اتخاذ الإجراءات الوقائية منذ بداية الحمل، حيث إن التشققات الجلدية غالبًا ما تبدأ في الظهور في الثلث الثاني من الحمل. من خلال القيام بالعناية بالبشرة بشكل دوري، واتباع نظام غذائي متوازن، والابتعاد عن العوامل المسببة لزيادة الوزن المفاجئ، يمكن تقليل فرص ظهور التشققات بشكل كبير.

إجمالًا، فإن الوقاية من التشققات خلال الحمل تحتاج إلى التزام بالعناية بالبشرة، والتغذية السليمة، وممارسة النشاط البدني بشكل معتدل.