إيقاف التشغيل التلقائي للفيديو في الفيس بوك: دليل شامل لحماية تجربة المستخدم

يُعد التشغيل التلقائي للفيديوهات على منصة فيسبوك من أكثر الميزات التي أثارت الجدل بين المستخدمين منذ أن تم تفعيلها افتراضيًا على الحسابات. فعلى الرغم من أن هذه الميزة تهدف إلى تعزيز التفاعل وزيادة وقت المشاهدة، إلا أنها تسببت في إزعاج عدد كبير من المستخدمين نظرًا لاستهلاكها العالي للبيانات وتشتت الانتباه أثناء تصفح الأخبار. بل إن الأمر يتعدى ذلك ليشمل الجوانب النفسية، والخصوصية، وحتى الأداء التقني للأجهزة، خصوصًا على الهواتف المحمولة. لذا، فإن إيقاف التشغيل التلقائي للفيديوهات في الفيس بوك ليس مجرد تفضيل شخصي، بل أصبح ضرورة عملية للعديد من المستخدمين.

أولًا: مفهوم التشغيل التلقائي للفيديو على فيسبوك

التشغيل التلقائي يعني ببساطة أن الفيديوهات تبدأ في التشغيل بمجرد أن تظهر على الشاشة أثناء التمرير عبر الصفحة، سواء في “آخر الأخبار” أو في أقسام أخرى مثل “Watch” أو “Reels”. يُفعّل هذا التشغيل تلقائيًا دون تدخل المستخدم، وغالبًا ما يكون مصحوبًا بصوت إذا لم يتم ضبط الإعدادات مسبقًا.

رغم أن الهدف المعلن من هذه الميزة هو تحسين تجربة المشاهدة وتقديم المحتوى بشكل أكثر سلاسة، فإنها في المقابل تؤدي إلى استنزاف كبير للبيانات، وتسريع نفاد بطارية الأجهزة المحمولة، وتعرض المستخدم أحيانًا لمحتوى غير مرغوب فيه أو صادم.

ثانيًا: تأثير التشغيل التلقائي للفيديوهات على المستخدمين

1. استهلاك البيانات بشكل مفرط

بالنسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على باقات الإنترنت المحدودة، فإن التشغيل التلقائي يمثل عبئًا كبيرًا على حجم البيانات المتاحة، حيث يتم تشغيل كل فيديو يمر به المستخدم، حتى وإن لم يكن مهتمًا بمحتواه. وقد أظهرت دراسات استهلاك الإنترنت أن تشغيل الفيديوهات يمثل النسبة الأعلى في استنزاف البيانات، خصوصًا إذا كان المحتوى بدقة عالية (HD أو أعلى).

2. استنزاف بطارية الجهاز

تشغيل الفيديوهات بشكل متواصل يؤدي إلى تسريع نفاد بطارية الهاتف أو الجهاز اللوحي، نظرًا لاستهلاك المعالج والذاكرة والاتصال بالشبكة في كل مرة يتم فيها تشغيل فيديو تلقائي. هذا الأمر يقلل من عمر البطارية على المدى الطويل، ويضطر المستخدم إلى شحن الجهاز مرات أكثر خلال اليوم.

3. تشتيت التركيز والانتباه

من الناحية النفسية، تؤدي الفيديوهات المتحركة إلى تشتيت التركيز، حيث تلفت الحركة والصوت انتباه المستخدم وتعيقه عن متابعة المحتوى النصي أو التفاعلي الذي قد يكون أكثر أهمية بالنسبة له. كما تساهم هذه الظاهرة في زيادة القلق الرقمي وقلة التركيز المعرفي.

4. التعرض لمحتوى غير مناسب

في بعض الأحيان، قد يبدأ فيديو بعرض محتوى عنيف أو حساس دون رغبة المستخدم أو حتى دون علمه، وهو أمر قد يسبب صدمة نفسية، خصوصًا إذا تم ذلك في مكان عام أو أثناء العمل. وقد تكون هذه الفيديوهات مخالفة للأخلاقيات أو حتى للثقافات المختلفة.

5. انتهاك الخصوصية

في حالة تشغيل الفيديوهات تلقائيًا بالصوت، قد يسمع المحيطون بالمستخدم محتوى قد لا يرغب بمشاركته، مما يُعد انتهاكًا للخصوصية. والأخطر من ذلك، أن بعض الفيديوهات قد تتضمن معلومات شخصية تم نشرها دون إذن، ويتم تشغيلها للمستخدمين الآخرين تلقائيًا.

ثالثًا: خطوات إيقاف التشغيل التلقائي للفيديوهات على فيسبوك

تتيح منصة فيسبوك إمكانية تعطيل التشغيل التلقائي للفيديوهات من خلال خطوات بسيطة تختلف قليلًا حسب نوع الجهاز المستخدم (أندرويد، iOS، أو من خلال المتصفح على الحاسوب). فيما يلي خطوات الإيقاف بالتفصيل لكل منصة:

1. عبر تطبيق فيسبوك على هواتف أندرويد

• فتح تطبيق فيسبوك على الهاتف.

• الضغط على الخطوط الثلاثة الرأسية في أعلى الشاشة (قائمة الإعدادات).

• التمرير لأسفل والنقر على خيار “الإعدادات والخصوصية”.

• ثم النقر على “الإعدادات”.

• النزول إلى قسم “الوسائط Media”.

• اختيار “تشغيل الفيديوهات تلقائيًا”.

• اختيار “عدم تشغيل الفيديوهات تلقائيًا”.

2. عبر تطبيق فيسبوك على هواتف iPhone (iOS)

• فتح تطبيق فيسبوك على الهاتف.

• النقر على أيقونة القائمة (غالبًا ما تكون في الأسفل).

• اختيار “الإعدادات والخصوصية”، ثم “الإعدادات”.

• النقر على “الوسائط وجهات الاتصال”.

• اختيار “تشغيل الفيديوهات تلقائيًا”.

• تحديد خيار “عدم التشغيل التلقائي للفيديوهات”.

3. عبر متصفح الويب على الحاسوب

• الذهاب إلى www.facebook.com وتسجيل الدخول.

• الضغط على السهم في الزاوية العلوية اليمنى من الصفحة.

• اختيار “الإعدادات والخصوصية”، ثم “الإعدادات”.

• من القائمة الجانبية، اختيار “الفيديو”.

• في قسم “تشغيل الفيديو تلقائيًا”، يتم اختيار “إيقاف التشغيل التلقائي”.

رابعًا: الفرق بين إيقاف التشغيل التلقائي وكتم الصوت

يخلط بعض المستخدمين بين خاصية إيقاف التشغيل التلقائي وكتم الصوت التلقائي. في حين أن إيقاف التشغيل التلقائي يمنع الفيديو من التشغيل عند ظهوره، فإن كتم الصوت يعني أن الفيديو سيبدأ في التشغيل ولكن دون صوت، ما لم يقم المستخدم بالنقر عليه. وهذا يعني أن الفيديو سيظل يستهلك البيانات والبطارية، ويظل معروضًا بصريًا حتى وإن كان بلا صوت.

لذا، فإن إيقاف التشغيل التلقائي هو الحل الأفضل لتقليل الاستهلاك والتحكم الكامل في تجربة التصفح، وليس مجرد كتم الصوت.

خامسًا: الاعتبارات التقنية والبيئية

من منظور تقني، تؤدي ميزة التشغيل التلقائي إلى زيادة الضغط على خوادم البيانات، وزيادة الطلب على النطاق الترددي bandwidth، مما يؤدي إلى تحميل إضافي على البنية التحتية للإنترنت. أما من الناحية البيئية، فإن هذا النوع من الاستخدام المكثف للطاقة من أجل تشغيل محتوى قد لا يرغب به المستخدم، يُعد مساهمة غير ضرورية في البصمة الكربونية الرقمية، التي أصبحت موضوعًا متصاعد الأهمية في السنوات الأخيرة.

سادسًا: التأثير على ذوي الاحتياجات الخاصة

تُعد هذه الميزة مزعجة بشكل خاص للمستخدمين الذين يعانون من اضطرابات حسية مثل فرط الحساسية السمعية أو البصرية، أو المستخدمين المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، حيث تؤدي الفيديوهات المتحركة المتكررة إلى تحفيز غير مرغوب فيه يعيق قدرتهم على التركيز ويزيد من إجهادهم العصبي.

لذلك فإن توفير إمكانية تعطيل التشغيل التلقائي يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق تجربة استخدام شاملة (Inclusive design) تلائم كافة فئات المستخدمين.

سابعًا: الجانب النفسي والتسويقي للتشغيل التلقائي

تلجأ الكثير من الشركات الإعلانية والمعلنين إلى استخدام التشغيل التلقائي للفيديوهات على فيسبوك كأداة لجذب الانتباه وجمع البيانات التحليلية حول تفاعل الجمهور. فالفيديوهات التي تُشغّل تلقائيًا تُحتسب ضمن المشاهدات، حتى وإن لم يكن هناك تفاعل حقيقي. هذا يعطي أرقامًا مضللة نسبيًا حول التفاعل الحقيقي للمستخدمين.

من ناحية أخرى، تسبب هذه التقنية نوعًا من “الإرهاق البصري” بسبب تدفق الصور المتحركة والمحتوى المتغير باستمرار، مما يؤثر سلبًا على قدرة الدماغ على معالجة المعلومات واستيعابها.

ثامنًا: مقترحات للمستخدمين والمؤسسات الإعلامية

يُنصح المستخدمون بتعطيل ميزة التشغيل التلقائي ليس فقط لحماية بياناتهم وأجهزتهم، بل أيضًا لضمان تجربة تصفح أكثر هدوءًا وتركيزًا. أما المؤسسات الإعلامية، فعليها أن تعيد التفكير في استراتيجية استخدام الفيديوهات التلقائية، وأن تراعي تنوع جمهورها واحترام اختياراتهم الشخصية.

كما يُفضل تصميم الفيديوهات بصور مصغرة جذابة وعناوين واضحة تسمح للمستخدم باختيار ما يرغب في مشاهدته بدلًا من فرض المحتوى عليه قسرًا.

تاسعًا: جدول يوضح الفرق بين التشغيل التلقائي والتشغيل اليدوي للفيديوهات

عاشرًا: التحديثات المستقبلية لفيسبوك حول هذه الميزة

في السنوات الأخيرة، بدأت فيسبوك في تفعيل خوارزميات أكثر ذكاءً للتحكم في تشغيل الفيديوهات بناءً على سلوك المستخدم. ومع ذلك، لا تزال الإعدادات الافتراضية تميل إلى تفعيل التشغيل التلقائي، ما يجعل من الضروري أن يتخذ المستخدم إجراءً يدويًا لتعطيلها.

وقد ظهرت أيضًا بعض المبادرات لتطوير أدوات داخلية على المتصفحات أو تطبيقات خارجية تسمح بحظر تشغيل الفيديوهات التلقائية على فيسبوك بشكل شامل، ما يشير إلى تزايد الوعي الرقمي بأهمية التحكم في تجربة التصفح.

المراجع

• Meta Help Center. “How do I stop videos from playing automatically on Facebook?” https://www.facebook.com/help

• Datareportal, Digital 2024 Global Overview Report.