استخدام الساونا: دليل شامل لفوائدها، طرق استخدامها، وأهم النصائح الصحية
تُعد الساونا من أبرز الوسائل المستخدمة منذ آلاف السنين لتعزيز الصحة العامة والاسترخاء الجسدي والعقلي، إذ يرجع استخدامها إلى الحضارات الإسكندنافية القديمة، لا سيما في فنلندا، حيث تعتبر جزءًا أساسيًا من نمط الحياة. ومع التقدم الطبي والمعرفي، اكتسبت الساونا اهتمامًا متزايدًا من الباحثين، ما أظهر فعاليتها الكبيرة في تحسين الدورة الدموية، التخلص من السموم، دعم صحة القلب، وتعزيز الصفاء الذهني.
في هذا المقال الموسّع، سيتم استعراض الاستخدام الصحيح للساونا، أنواعها المختلفة، فوائدها المثبتة علميًا، النصائح الواجب اتباعها قبل وبعد دخول الساونا، بالإضافة إلى محاذير استخدامها لفئات معينة من الناس.
أولًا: ما هي الساونا؟
الساونا هي غرفة مخصصة يتم تسخينها إلى درجات حرارة تتراوح عادة بين 70 و100 درجة مئوية، بهدف تحفيز التعرق المكثف للجسم. وتُبنى غرف الساونا غالبًا من الخشب، وتُستخدم فيها حرارة جافة أو بخار رطب حسب نوع الساونا المستخدم.
ثانيًا: أنواع الساونا
1. الساونا الفنلندية (الساونا الجافة)
وهي النوع التقليدي الذي يعتمد على التسخين الجاف، حيث يتم تسخين الحجارة الموضوعة في موقد خاص داخل الغرفة، ويمكن رش بعض الماء فوق الحجارة لإنتاج بخار خفيف، لكن تظل الرطوبة منخفضة.
2. الساونا البخارية (Steam Room)
تعتمد على استخدام بخار الماء بنسبة رطوبة تصل إلى 100%. وتكون درجة الحرارة فيها أقل من الساونا الجافة، لكنها تعطي إحساسًا أعلى بالحرارة بسبب الرطوبة العالية.
3. الساونا بالأشعة تحت الحمراء (Infrared Sauna)
تستخدم تقنية الأشعة تحت الحمراء لتسخين الجسم مباشرة، وليس الهواء المحيط. وهي مفيدة للأشخاص الذين لا يتحملون درجات الحرارة العالية، إذ تعمل بدرجات حرارة تتراوح بين 45 و60 درجة مئوية.
ثالثًا: فوائد الساونا المثبتة علميًا
| الفائدة | التوضيح العلمي |
|---|---|
| تحسين الدورة الدموية | الحرارة توسّع الأوعية الدموية مما يزيد تدفق الدم ويحسن إيصال الأكسجين إلى العضلات والأنسجة |
| إزالة السموم | التعرق المكثف يساهم في التخلص من المعادن الثقيلة والسموم عبر الجلد |
| تحسين صحة القلب | بعض الدراسات تشير إلى أن استخدام الساونا بشكل منتظم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية |
| تقليل التوتر وتحسين المزاج | تحفّز الحرارة إفراز الإندورفين، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة |
| تعزيز صحة الجلد | فتح المسام والتعرق يساعد في تنظيف البشرة وإزالة الخلايا الميتة |
| تحسين النوم | استخدام الساونا مساءً يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم |
| تخفيف آلام العضلات والمفاصل | الحرارة تساعد على إرخاء العضلات وزيادة تدفق الدم، مما يخفف الآلام الناتجة عن التمارين أو التهابات المفاصل |
رابعًا: خطوات استخدام الساونا بطريقة صحيحة
-
التحضير قبل الدخول:
-
الاستحمام بالماء الدافئ لتنظيف الجسم وفتح المسام.
-
تجفيف الجسم جيدًا قبل الدخول لتجنب تأثير الرطوبة على فعالية الحرارة.
-
شرب كوب من الماء أو مشروب كهربائي متوازن لتجنب الجفاف.
-
-
الدخول إلى الساونا:
-
الجلوس على منشفة شخصية للحفاظ على نظافة المقاعد الخشبية.
-
بدء الجلسة بفترة قصيرة تتراوح بين 8 إلى 12 دقيقة للمبتدئين.
-
رفع القدمين لمستوى الجذع للحصول على توزيع حراري متوازن.
-
-
الخروج من الساونا والراحة:
-
مغادرة الساونا بهدوء عند الشعور بالتعب أو الدوار.
-
تبريد الجسم عبر دش بارد أو حمام هواء نقي.
-
الاستلقاء لفترة 10 إلى 15 دقيقة حتى يعود الجسم إلى درجة حرارته الطبيعية.
-
-
التكرار حسب الرغبة:
-
يمكن تكرار الدورة (ساونا + تبريد + راحة) حتى مرتين أو ثلاث مرات حسب الحالة الصحية.
-
يجب الانتباه إلى العلامات الجسدية التي قد تشير إلى إجهاد حراري كالغثيان أو الدوخة.
-
-
الترطيب بعد الجلسة:
-
شرب كميات كافية من الماء لتعويض السوائل المفقودة.
-
تناول وجبة خفيفة غنية بالكهرباء الحيوية كالصوديوم والبوتاسيوم.
-
خامسًا: نصائح ضرورية لاستخدام آمن وفعّال
-
لا تستخدم الساونا بعد وجبة ثقيلة أو أثناء الصيام الشديد.
-
لا تمكث لأكثر من 20 دقيقة في الجلسة الواحدة، خاصة في الساونا الجافة.
-
لا تدخل الساونا تحت تأثير الكحول أو الأدوية التي تؤثر على ضغط الدم.
-
يُفضّل استخدام الساونا مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا لأقصى فائدة صحية.
-
استخدم الساونا في أوقات المساء لتهدئة الجسم وتحسين النوم.
-
لا تجبر نفسك على التحمل، استجب لإشارات جسمك فورًا.
-
الأشخاص المصابون بأمراض القلب، ضغط الدم، أو السكري يجب أن يستشيروا الطبيب قبل استخدام الساونا.
سادسًا: موانع استخدام الساونا
بعض الفئات من الناس يُنصحون بتجنب استخدام الساونا، خاصة:
-
النساء الحوامل: الحرارة المرتفعة قد تؤثر على نمو الجنين.
-
مرضى القلب غير المستقر: الساونا قد ترفع ضغط الدم أو تؤدي إلى عدم انتظام النبض.
-
الأشخاص المصابون بأمراض جلدية نشطة أو التهابات مفتوحة.
-
الأشخاص المصابون بالجفاف أو الذين يعانون من أمراض الكلى.
سابعًا: فوائد الساونا للرياضيين
الساونا لها أثر كبير في تعزيز تعافي الرياضيين بعد التمرين، حيث تساعد على:
-
إزالة حمض اللاكتيك من العضلات.
-
تسريع إصلاح الأنسجة العضلية التالفة.
-
تحسين الأداء من خلال تعزيز تدفق الدم وتخفيف التيبس العضلي.
-
تقليل معدلات الإصابة من خلال تعزيز مرونة المفاصل.
وقد أظهرت الدراسات أن جلسات الساونا المنتظمة قد تحسّن قدرة التحمل القلبي والعضلي بنسبة تصل إلى 32% عند استخدامها بشكل منتظم بعد التدريب.
ثامنًا: الفرق بين الساونا والجاكوزي وحمام البخار
| الخاصية | الساونا الجافة | حمام البخار | الجاكوزي |
|---|---|---|---|
| درجة الحرارة | 70 – 100 درجة مئوية | 40 – 50 درجة مئوية | 37 – 40 درجة مئوية |
| نسبة الرطوبة | منخفضة (5-20%) | عالية (90-100%) | عالية |
| آلية التعرق | تعرق جاف | تعرق مكثف بفعل البخار | تعرق طفيف أو معدوم |
| التأثير على الدورة الدموية | قوي | قوي | متوسط |
| الفائدة الأساسية | تنشيط عام للجسم | تنقية الجهاز التنفسي | استرخاء عضلي |
تاسعًا: الساونا ضمن نمط الحياة الصحي
لا يُنظر إلى الساونا كوسيلة رفاهية فحسب، بل أصبحت جزءًا متكاملًا من الطب الوقائي والعلاجات الداعمة للصحة العامة. ويمكن دمجها ضمن أسلوب حياة صحي شامل يعتمد على:
-
التغذية المتوازنة.
-
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
-
النوم الكافي والعميق.
-
الحفاظ على التوازن النفسي وتخفيف الضغوط.
-
شرب الماء بكميات كافية طوال اليوم.
عاشرًا: استخدام الزيوت العطرية في الساونا
لزيادة الاستفادة من جلسات الساونا، يمكن إضافة قطرات من الزيوت العطرية الطبيعية على الحجارة الساخنة أو في موزع البخار. ومن الزيوت الأكثر استخدامًا:
-
زيت الأوكالبتوس: يساعد على تنشيط الجهاز التنفسي.
-
زيت اللافندر: يعزز الاسترخاء ويهدئ الأعصاب.
-
زيت النعناع: يحفز الدورة الدموية وينعش الحواس.
-
زيت شجرة الشاي: يُعرف بخصائصه المضادة للبكتيريا.
يجب استخدام الزيوت باعتدال، وعدم سكبها مباشرة على الجلد أو الحجارة بدون تخفيفها بالماء.
