مراحل التسنين عند الأطفال

مراحل تسنين الأطفال: فهم تطور أسنان الطفل ومراحل التسنين

التسنين هو واحدة من أهم المراحل التي يمر بها الأطفال في مراحل نموهم الأولى. يتأثر نمو الأسنان بتطور الطفل البدني والعصبي، ويعتبر التسنين عملية طبيعية تحمل الكثير من الدلالات على صحة الطفل العامة. ورغم أنه قد يسبب للأهل بعض القلق بسبب الأعراض المصاحبة له، فإن التسنين في حد ذاته ليس حالة مرضية بل هو جزء من عملية النمو الطبيعي. في هذا المقال، سوف نلقي الضوء على مراحل التسنين للأطفال، والأعراض المصاحبة لها، وكيفية التعامل معها.

المرحلة الأولى: بداية التسنين (من 4 إلى 7 أشهر)

يبدأ التسنين عادة في مرحلة مبكرة من حياة الطفل، ويمكن أن يبدأ ظهور أول سن عند حوالي 4 إلى 7 أشهر من العمر. في هذه المرحلة، تبدأ الأسنان اللبنية في التكوين داخل الفك، وهي الأسنان التي سيتساقط معظمها لاحقاً لاستبدالها بالأسنان الدائمة. وتُسمى هذه الأسنان بالأسنان “اللبنية” لأنها مؤقتة.

الأسنان الأولى التي تظهر عادة هي القواطع السفلية المركزية، أي الأسنان التي توجد في الجزء الأمامي من الفك السفلي. بعد ظهور هذه الأسنان، عادةً ما تظهر القواطع العليا المركزية يليها القواطع الجانبية العليا والسفلية.

خلال هذه الفترة، يعاني الطفل من بعض الأعراض الشائعة، مثل:

• زيادة اللعاب: يبدأ الطفل في إفراز المزيد من اللعاب نتيجة لحركة الأسنان تحت اللثة، وهو أمر طبيعي.

• التهيج والبكاء: قد يشعر الطفل بالألم أو عدم الراحة بسبب ضغط الأسنان على اللثة.

• عض الأشياء: يميل الأطفال في هذه المرحلة إلى عض الأغراض كطريقة للتخفيف من الألم.

• تورم اللثة: قد يلاحظ الأهل أن لثة الطفل تصبح منتفخة وحمراء في الأماكن التي تظهر فيها الأسنان.

المرحلة الثانية: استكمال ظهور القواطع الجانبية (من 8 إلى 12 شهراً)

في هذه المرحلة، تبدأ القواطع الجانبية العليا والسفلية في الظهور. تستمر اللثة في الانتفاخ وقد يشعر الطفل بمزيد من الألم، وهو ما يضاعف من رغبتهم في العض والمضغ. بعد ظهور القواطع الجانبية، يكون لدى الطفل في الغالب ما يقارب 4 أسنان في فمه.

يمكن أن تستمر الأعراض المرتبطة بالتسنين في هذه الفترة، مثل زيادة اللعاب وصعوبة النوم بسبب الألم. يلاحظ بعض الأهل أن الأطفال في هذه المرحلة يصبحون أكثر قلقاً ولا ينامون بشكل جيد. كما أن بعض الأطفال قد يظهر لديهم طفح جلدي حول الفم بسبب اللعاب المستمر.

المرحلة الثالثة: ظهور الأضراس الأولى (من 13 إلى 18 شهراً)

مع بلوغ الطفل السنة الأولى من عمره، تبدأ الأضراس الأولى في الظهور. هذه الأسنان تقع في الجزء الخلفي من الفم وتعتبر أكبر وأقوى من القواطع. تظهر الأضراس الأولى في الفك العلوي أولاً، تليها الأضراس السفلية. وتعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل تحدياً للأطفال، حيث أن الأضراس الكبيرة تجعل التسنين أكثر إيلاماً.

الأعراض في هذه المرحلة تكون مشابهة لتلك التي ظهرت في المراحل السابقة، لكن الألم قد يصبح أكثر وضوحاً. لذلك، قد يحتاج الطفل إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، مثل استخدام الألعاب المخصصة للتسنين التي تساعد في تخفيف الألم.

المرحلة الرابعة: ظهور الأنياب (من 16 إلى 24 شهراً)

بعد مرور ما يقرب من عام ونصف، تبدأ الأنياب في الظهور، وهي الأسنان التي تقع بين القواطع والأضراس. الأنياب تعتبر أسناناً حادة ومخروطية الشكل، وتساعد في تمزيق الطعام. قد تستمر فترة ظهور الأنياب حوالي 6 أشهر، وتظهر الأنياب السفلية أولاً ثم الأنياب العلوية.

في هذه المرحلة، يلاحظ الأهل عادة أن الطفل يصبح أكثر انزعاجاً بسبب الألم الناتج عن نمو هذه الأسنان. قد يصاحب هذه المرحلة أيضاً بعض الأعراض المزعجة مثل التهاب اللثة، وزيادة رغبة الطفل في العض.

المرحلة الخامسة: ظهور الأضراس الثانية (من 24 إلى 30 شهراً)

في عمر السنتين إلى الثلاث سنوات، يبدأ الطفل في الحصول على الأضراس الثانية، وهي الأسنان التي تقع خلف الأضراس الأولى. وتعتبر هذه الأضراس من الأسنان الكبيرة، وهي ضرورية للمساعدة في عملية مضغ الطعام بشكل فعال. قد يستغرق ظهور هذه الأسنان بعض الوقت، وقد يتسبب في زيادة الألم والانزعاج لدى الطفل.

في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في إظهار المزيد من القدرة على تناول الطعام الصلب، حيث أن الأسنان الجديدة تساعده على مضغ الأطعمة بشكل أفضل.

المرحلة السادسة: اكتمال ظهور الأسنان اللبنية (من 2 إلى 3 سنوات)

عند بلوغ الطفل 3 سنوات، يكون قد اكتمل معظم تطور أسنانه اللبنية، حيث تكون جميع الأسنان اللبنية (20 سناً في المجموع) قد ظهرت. وفي هذه المرحلة، تصبح الأسنان أكثر ثباتاً، لكن قد يحتاج الطفل إلى بعض الوقت للتعود على استخدامها بشكل طبيعي في المضغ.

إجمالاً، تمتد فترة التسنين من حوالي 6 أشهر حتى 3 سنوات، ويُعتبر هذا الوقت مرحلة محورية في نمو الطفل البدني والعقلي.

المتغيرات في عملية التسنين

من المهم أن نلاحظ أن عملية التسنين قد تختلف من طفل إلى آخر. بينما يمكن لبعض الأطفال أن يبدأوا التسنين في وقت مبكر، قد يتأخر البعض الآخر في ظهور أول أسنانهم. لكن بشكل عام، لا يعد تأخر التسنين في حد ذاته أمراً مقلقاً، إلا إذا ترافق مع علامات صحية أخرى.

كذلك، قد تظهر بعض الأسنان بشكل غير متسلسل، مما قد يجعل مظهر الفم غير متماثل مؤقتاً. في بعض الحالات النادرة، قد يظهر الطفل بسن واحد أو أكثر بشكل مبكر جداً أو يتأخر في ظهورها، لكن هذا لا يؤثر في نمو الطفل بشكل عام.

كيف يمكن التخفيف من أعراض التسنين؟

على الرغم من أن التسنين هو عملية طبيعية، إلا أن أعراضه قد تكون مزعجة للأطفال وكذلك للآباء. لذلك، من المفيد اتباع بعض الإجراءات لتخفيف الألم وجعل هذه الفترة أكثر تحملًا للطفل:

• استخدام عضاضات التسنين: تساعد الألعاب المخصصة للتسنين في تهدئة اللثة وتخفيف الألم.

• تدليك اللثة بلطف: تدليك لثة الطفل برفق بإصبع نظيف قد يساعد في تخفيف الألم.

• استخدام مسكنات الألم: يمكن للطبيب أن يوصي باستخدام مسكنات الألم المخصصة للأطفال، مثل جل التسنين الذي يحتوي على مكونات طبيعية.

• التهوية الجيدة: السماح للطفل بالتهوية الجيدة لشفتيه وفمه قد يساعد في تقليل الانزعاج.

الختام

التسنين هو جزء طبيعي من تطور الطفل، ويحدث عادة في فترة السنوات الأولى من حياته. وعلى الرغم من أن هذه الفترة قد تكون مصحوبة بالكثير من الأعراض المزعجة مثل الألم وزيادة اللعاب، إلا أنها تشير إلى نمو صحي وطبيعي للطفل. ومن المهم أن يدرك الأهل أن التسنين ليس حالة مرضية، بل هو مجرد مرحلة نمو يحتاج فيها الطفل إلى رعاية واهتمام خاصين.