في كتابه المميز بعنوان “الوضع في الحديث”، يقدم الكاتب سيد عبد الماجد الغوري روحًا جديدة لفهم الحديث النبوي الشريف من خلال النظرة الدقيقة إلى مفهوم الوضع لغويًا واصطلاحًا. يستعرض الكتاب بأسلوبه السلس والممتع مفاهيم الوضع في الحديث، سواء من جانب التعمد أو الغفلة، مسلطًا الضوء على دور إئمة الوضع في تأصيل هذا المفهوم وتحديد حكمه وحكم الحديث الموضوع.
تتجلى مهارة الكاتب في استعراض بداية ظهور الوضع في الحديث، حيث يستعرض التاريخ والسياق الذي أدى إلى ظهور هذه الظاهرة. وفي تحليل شامل، يستعرض الأسباب التي أدت إلى حدوث الوضع والنتائج الناتجة عنه، مقدمًا في الوقت نفسه طرقًا فعّالة للتخلص من هذا الظاهرة الضارة.
يقدم الكتاب نظرة شاملة عن الكتب التي تناولت مواضيع الوضع في الحديث، مما يمنح القارئ إطلالة وافية حول مدى اهتمام العلماء والباحثين بتلك القضية. كما يقوم بتسليط الضوء على الاصطلاحات والألفاظ المستخدمة في هذا السياق، مما يسهم في تفهم أعماق النصوص والتحليل الدقيق لمحتوى الكتب.
من خلال تقديم تراجم الوضاعين، يقدم الكتاب للقارئ فهمًا عميقًا للشخصيات التي لها صلة بموضوع الوضع، مما يضيف للقارئ أبعادًا إضافية لتفاعله مع المحتوى.
وفي سياق أوسع، يتطرق الكتاب إلى سبب انتشار الأحاديث الموضوعة في العصر الحديث، موضحًا دورها في الأمور الدينية المهمة وتأثيرها على الفهم الصحيح للتعاليم الإسلامية.
تتسم صفحات الكتاب البالغ عددها 96 صفحة بالغلاف الكرتوني، بالوضوح والوفرة في المعلومات، مما يجعلها قراءة ضرورية لكل مهتم بعلوم الحديث والدراسات الإسلامية. يأتي الكتاب من إصدارات منشورات الرضا، وهو إضافة قيمة لمكتبة الكتب الإسلامية.