حكة الحمل: الأسباب والعلاج

حكة الحمل: الأسباب، الأعراض، العلاج والوقاية

تعد الحكة من المشكلات التي قد تواجه العديد من النساء أثناء فترة الحمل، إذ تعتبر من الأعراض الشائعة التي قد تؤثر على راحة الحامل. ولكن، بالرغم من كونها شائعة، فإن الحكة يمكن أن تكون مزعجة للغاية وقد تسبب قلقًا لدى المرأة الحامل، خاصة إذا كانت شديدة أو مصحوبة بأعراض أخرى قد تدل على وجود مشاكل صحية أكبر. في هذا المقال، سوف نستعرض أسباب حكة الحمل، أنواعها المختلفة، الأعراض المصاحبة لها، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج المتاحة.

1. ما هي حكة الحمل؟

حكة الحمل هي حالة من الشعور بالحكة في مناطق متعددة من الجسم خلال فترة الحمل. تختلف شدة الحكة من امرأة لأخرى، حيث قد تكون بسيطة وطفيفة أو قد تصل إلى حد كبير من الإزعاج، وقد تصيب أجزاء مختلفة من الجسم مثل البطن، الثديين، اليدين، القدمين، أو حتى المناطق التناسلية. غالبًا ما تبدأ الحكة في الثلث الثاني من الحمل، أي ما بين الأسبوع 13 والأسبوع 28، لكنها قد تظهر في أي وقت أثناء الحمل.

2. أسباب حكة الحمل

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور حكة أثناء الحمل. بعضها يكون طبيعيًا ويرتبط بالتغيرات التي يمر بها جسم المرأة الحامل، بينما قد يكون بعضها الآخر نتيجة لحالات طبية تستدعي متابعة وعلاجًا فوريًا. فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا:

2.1 التغيرات الهرمونية

تعتبر التغيرات الهرمونية من أكثر الأسباب شيوعًا لحكة الحمل. أثناء الحمل، يحدث تغيير كبير في مستويات الهرمونات، وخاصة الهرمونات المسؤولة عن نمو وتطور الجنين، مثل هرمون البروجستيرون. هذه التغيرات تؤثر على الجلد، مما يجعل الحامل تشعر بالحكة. على سبيل المثال، يمكن أن يزيد مستوى الهرمون الذي يحفز إنتاج الدهون في الجلد، مما يؤدي إلى جفافه وتشققاته التي تسبب الحكة.

2.2 تمدد الجلد

مع تقدم الحمل، يبدأ بطن الحامل بالتمدد مع نمو الجنين. يؤدي هذا التمدد إلى زيادة الضغط على الجلد في منطقة البطن، وهو ما يسبب الشعور بالحكة. قد تكون الحكة في هذه الحالة أكثر شيوعًا في الثلث الأخير من الحمل، حيث يزداد حجم الجنين وتكبر بطن الحامل بشكل ملحوظ.

2.3 جفاف الجلد

الجلد أثناء الحمل يصبح أكثر جفافًا، وهذا يرجع إلى التغيرات الهرمونية ونقص الرطوبة التي يعاني منها الجسم بسبب الحمل. جفاف الجلد هو سبب شائع آخر للشعور بالحكة. قد تزداد هذه الحالة في فصل الشتاء أو في حال عدم الاهتمام بتطبيق الكريمات المرطبة.

2.4 الأمراض الجلدية المصاحبة للحمل

هناك بعض الحالات الجلدية التي قد تسبب الحكة أثناء الحمل، مثل:

• التهاب الجلد التماسي: تحدث هذه الحالة عندما يتفاعل الجلد مع مواد معينة مثل المنظفات أو مستحضرات التجميل. قد تسبب هذه المواد تهيج الجلد، مما يؤدي إلى الحكة.

• الشرى (أو الأرتكاريا): هي حالة جلدية تسبب ظهور بقع حمراء مرتفعة على الجلد مرفقة بحكة شديدة. يمكن أن تحدث في أي وقت خلال الحمل.

• الحملية التهاب الجلد (PUPPP): هو نوع من أنواع التفاعلات الجلدية التي تظهر عادة في الثلث الأخير من الحمل وتسبب حكة شديدة. يظهر في شكل طفح جلدي يبدأ في البطن ثم يمتد إلى الفخذين والأرداف.

2.5 المشاكل الصحية المتعلقة بالحمل

في بعض الأحيان، يمكن أن تكون الحكة نتيجة لمشاكل صحية خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا. مثل هذه الحالات تشمل:

• الحكة المصاحبة لمرض الكبد: في بعض الحالات النادرة، قد يشير وجود حكة شديدة إلى وجود مشاكل في الكبد مثل التهاب الكبد أو ركود الصفراء أثناء الحمل (ICP). هذا المرض يتسبب في تراكم الصفراء في الدم ويؤدي إلى حكة شديدة، خاصة في راحة اليدين والقدمين.

• تسمم الحمل: حالة تسمم الحمل التي تحدث بسبب ارتفاع ضغط الدم يمكن أن تتسبب أيضًا في حكة شديدة، وتعد من الحالات التي تستدعي عناية طبية فورية.

3. أعراض حكة الحمل

تتفاوت الأعراض المصاحبة للحكة في الحمل بين النساء، ولكن هناك بعض العلامات التي تشير إلى أن الحكة قد تكون جزءًا طبيعيًا من الحمل أو قد تشير إلى مشكلة صحية أكبر. تشمل الأعراض:

• الشعور بحكة مستمرة في الجلد: قد تبدأ الحكة في منطقة البطن ثم تنتقل إلى باقي الجسم. يمكن أن تصبح شديدة جدًا وتؤثر على الراحة اليومية.

• ظهور طفح جلدي أو بقع حمراء: في بعض الحالات، قد يتطور الطفح الجلدي بسبب الحكة المستمرة.

• جفاف الجلد وتشققه: يصبح الجلد أكثر جفافًا وقد يظهر به تشققات نتيجة الحكة المستمرة.

• حكة شديدة في اليدين والقدمين: في بعض الحالات، قد يكون هذا من أعراض مشاكل الكبد مثل ركود الصفراء أثناء الحمل.

4. علاج حكة الحمل

تتعدد طرق علاج حكة الحمل حسب السبب وراء هذه الحالة، وتختلف من امرأة لأخرى. وفيما يلي بعض النصائح والطرق التي يمكن أن تخفف من الحكة وتساعد على تحسين الحالة:

4.1 استخدام الكريمات المرطبة

من أهم العلاجات التي يوصي بها الأطباء في حالة الحكة الخفيفة الناتجة عن جفاف الجلد، هو استخدام كريمات مرطبة خفيفة على البشرة. من الأفضل اختيار الكريمات التي تحتوي على مكونات طبيعية مثل زيت الزيتون أو الألوفيرا، حيث تساعد هذه المكونات في تحسين ترطيب الجلد وتخفيف الحكة.

4.2 استخدام حمام الشوفان

يعتبر حمام الشوفان من العلاجات المهدئة التي يمكن أن تساعد في تهدئة الحكة وتهدئة الجلد. يمكن إضافة دقيق الشوفان إلى ماء الحمام الدافئ، حيث يعمل على تنعيم البشرة وتهدئة التهيجات الجلدية.

4.3 ارتداء الملابس القطنية

تجنب ارتداء الملابس المصنوعة من المواد الاصطناعية أو الضيقة، إذ يمكن أن تزيد من تهيج الجلد. يُفضل ارتداء الملابس القطنية الفضفاضة التي تسمح للجلد بالتنفس وتخفف من الشعور بالحكة.

4.4 العلاج الدوائي

في بعض الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادة للحكة مثل الكريمات المحتوية على الكورتيكوستيرويدات أو الأدوية التي تحتوي على مضادات الهيستامين. يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء أثناء الحمل.

4.5 مراقبة الأمراض الصحية المصاحبة

في حال كانت الحكة ناتجة عن حالة طبية أخرى، مثل ركود الصفراء أو تسمم الحمل، يجب إجراء فحوصات طبية فورية والعلاج تحت إشراف الطبيب المتخصص. قد يشمل العلاج التداخل الطبي مثل الأدوية أو حتى الولادة المبكرة في بعض الحالات.

5. الوقاية من حكة الحمل

من المهم أن تتبع الحامل بعض الإجراءات الوقائية التي قد تساعد في تقليل خطر الإصابة بحكة الحمل أو تخفيف حدتها:

• الحفاظ على رطوبة الجسم بانتظام.

• تجنب التعرض للعوامل المهيجة للجلد مثل المنظفات القوية أو الصابون المعطر.

• الحفاظ على وزن معتدل لتجنب تمدد الجلد الزائد.

• تجنب الاستحمام بالماء الساخن جدًا.

• زيارة الطبيب بانتظام لإجراء الفحوصات الدورية.

6. متى يجب على الحامل استشارة الطبيب؟

إذا كانت الحكة شديدة، خاصة إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل تغيرات في لون البول أو زيادة تورم القدمين، يجب على الحامل استشارة الطبيب فورًا. قد تكون الحكة في هذه الحالة مؤشرًا على مشاكل صحية تتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.

الخاتمة

تعتبر حكة الحمل من الأعراض الشائعة التي قد تواجهها العديد من النساء أثناء فترة الحمل. على الرغم من أن معظم الحالات لا تكون مقلقة، إلا أنه من المهم أن تظل الحامل على وعي تام بأسباب الحكة وتتعرف على طرق الوقاية والعلاج المناسبة. إذا كانت الحكة شديدة أو مصحوبة بأعراض أخرى، فمن الضروري استشارة الطبيب لضمان عدم وجود مشاكل صحية أخرى قد تؤثر على الأم أو الجنين.