أبرز إنجازات السلطان هيثم بن طارق: رؤية حكيمة لنهضة عمان
منذ توليه مقاليد الحكم في سلطنة عمان في 11 يناير 2020، بعد وفاة عمه السلطان قابوس بن سعيد، أثبت السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد أنه قائد ذو رؤية استراتيجية قادرة على تعزيز مكانة عمان على الساحة الإقليمية والدولية. تميزت فترة حكمه بالعديد من الإصلاحات الداخلية والدبلوماسية التي تهدف إلى تطوير عمان في مختلف المجالات، وتعزيز علاقاتها مع العالم الخارجي، مما يعكس سياسة عمان التقليدية التي تقوم على التوازن والحياد الإيجابي في القضايا الدولية. لقد شهدت سلطنة عمان في عهد السلطان هيثم مجموعة من الإنجازات الملموسة التي ساعدت في رسم خارطة جديدة لمستقبل السلطنة، من خلال إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية لافتة.
1. الإصلاحات الاقتصادية والتنموية
من أبرز أولويات السلطان هيثم بن طارق منذ توليه السلطة كانت مسألة تنويع الاقتصاد العماني والحد من الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات. في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها دول الخليج العربي بسبب انخفاض أسعار النفط، بدأت سلطنة عمان في تنفيذ العديد من الإصلاحات الاقتصادية التي تستهدف تعزيز القطاعات غير النفطية، مثل السياحة والصناعة والخدمات.
رؤية عمان 2040 كانت من أبرز المشاريع الاقتصادية التي أطلقها السلطان هيثم، وهي خطة استراتيجية تهدف إلى تحويل عمان إلى اقتصاد متنوع ومستدام بحلول عام 2040. تركز هذه الرؤية على تحقيق نمو اقتصادي مستدام عبر استغلال الموارد الطبيعية المتنوعة للسلطنة، مثل السياحة البحرية والسياحة الجبلية والزراعة. كما تسعى إلى تطوير القطاعات الصناعية في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
إصلاحات السوق المالي والمصرفي: من خلال تشجيع الاستثمار الأجنبي والمحلي، عمل السلطان هيثم على إصلاح النظام المالي العماني. أُدرجت عدة قوانين جديدة تهدف إلى تحسين البيئة الاستثمارية، مثل إصدار قانون الشركات الجديد، الذي يعزز الشفافية ويسهل عملية إنشاء الشركات في عمان. كما تم تحسين آليات التمويل في السوق المحلي ودعمه للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
2. تعزيز العلاقات الدولية والدبلوماسية
فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، لم يختلف نهج السلطان هيثم بن طارق عن نهج السلطان قابوس في السعي إلى الحفاظ على دور عمان كوسيط محايد في النزاعات الإقليمية والدولية. استمر السلطان هيثم في العمل على تعزيز علاقات سلطنة عمان مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، مع التركيز على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
العلاقات مع دول الخليج: على الرغم من التحديات التي تواجهها المنطقة الخليجية، حرص السلطان هيثم على الحفاظ على علاقة قوية مع دول مجلس التعاون الخليجي. لقد عمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع جيران عمان، مثل الإمارات والسعودية، إضافة إلى تعزيز الروابط الأمنية واللوجستية.
الوساطة في النزاعات الإقليمية: سلطنة عمان في عهد السلطان هيثم لعبت دورًا حيويًا في الوساطة بين الأطراف المتنازعة، خاصة في النزاع اليمني. كانت عمان دائمًا من الدول التي تتمتع بعلاقات جيدة مع جميع الأطراف في الأزمة اليمنية، مما جعلها مكانًا محايدًا لإجراء المحادثات وحل القضايا العالقة بين مختلف الأطراف.
علاقات عمان مع الدول الكبرى: حافظت سلطنة عمان تحت قيادة السلطان هيثم على سياسة الانفتاح على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين. كان السلطان هيثم يسعى إلى بناء علاقات استراتيجية في مجالات الأمن والدفاع والتجارة، مع الحفاظ على سياسة الحياد الإيجابي التي تتميز بها عمان.
3. الإصلاحات الاجتماعية
على الصعيد الاجتماعي، عمل السلطان هيثم بن طارق على تعزيز حقوق الإنسان، وتحسين مستوى معيشة المواطنين العمانيين. شملت الإصلاحات الاجتماعية تحديث قوانين العمل والتعليم والصحة، وتوفير المزيد من الفرص للمرأة والشباب للمشاركة في الحياة العامة.
المرأة العمانية: في عهده، شهدت المرأة العمانية مزيدًا من الانفتاح في مختلف المجالات. سلطت الضوء على تعزيز دور المرأة في المجتمع العماني من خلال تسهيل وصولها إلى المناصب القيادية في الحكومة وفي القطاع الخاص، مما يعكس إيمان السلطان هيثم بدور المرأة في تعزيز التنمية الشاملة.
الشباب والتعليم: وضع السلطان هيثم أهمية كبيرة على التعليم وتطوير مهارات الشباب. تم إطلاق العديد من المبادرات لتوفير التعليم العصري وتنمية مهارات الشباب العماني في مجالات التكنولوجيا والابتكار، التي تمثل عصب المستقبل في الاقتصاد العماني. كما سعت سلطنة عمان إلى تحسين وتحديث البنية التحتية التعليمية لتلبية احتياجات العصر الجديد.
القطاع الصحي: شهد قطاع الصحة في سلطنة عمان خلال فترة حكم السلطان هيثم أيضًا تقدمًا ملحوظًا، خاصة في ظل جائحة كوفيد-19. قدمت الحكومة العمانية دعمًا كبيرًا للقطاع الصحي لضمان استجابة فعالة للجائحة، مع توفير اللقاحات والمستلزمات الطبية للمواطنين والمقيمين. كما تم تعزيز برامج الرعاية الصحية الأولية، بالإضافة إلى زيادة الاستثمار في مستشفيات ومراكز الرعاية الصحية على مستوى الدولة.
4. دعم التنوع الثقافي والتراث العماني
سلطنة عمان، التي تتميز بتاريخ طويل وحضارة غنية، تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق، عملت على تعزيز تراثها الثقافي والحفاظ عليه. قامت الحكومة العمانية بتطوير وتنفيذ برامج ومشاريع تعزز من مكانة عمان كوجهة سياحية عالمية، بما يتناسب مع ثقافتها وتراثها. قد استُثمرت الموارد في الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية، مثل قلعة بهلاء، ومدينة مسقط القديمة، التي تعتبر رموزًا للهوية العمانية العريقة.
كما اهتم السلطان هيثم بن طارق بتطوير الفنون والآداب، من خلال دعم الفنانين والمبدعين العمانيين. بالإضافة إلى ذلك، تم تعزيز الحوار الثقافي بين عمان والدول الأخرى، مما أتاح للثقافة العمانية الفرصة للانتشار عالميًا.
5. تعزيز بنية التعليم والابتكار
في عهد السلطان هيثم بن طارق، كانت سلطنة عمان حريصة على تقديم تعليم متطور ومتقدم يلبي احتياجات السوق. تم إدخال تقنيات التعليم عن بعد في النظام التعليمي العماني، مما ساعد على ضمان استمرارية التعليم أثناء أزمة كوفيد-19.
الابتكار والتكنولوجيا: شجعت سلطنة عمان على دمج التكنولوجيا في مختلف مجالات الحياة اليومية. تم تقديم العديد من المبادرات التي تدعم الابتكار وريادة الأعمال في مجال التكنولوجيا، لتساهم في تحسين الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل جديدة للشباب العماني.
6. الاهتمام بالبيئة والتنمية المستدامة
كان للبيئة أيضًا نصيب كبير من الاهتمام في عهد السلطان هيثم بن طارق. سلطنة عمان، التي تشتهر بتنوعها البيئي، عملت على الحفاظ على البيئة الطبيعية من خلال إطلاق عدة مبادرات للمحافظة على الموارد المائية وحماية الحياة البرية. كما أُطلقت برامج متعددة تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، مثل مشاريع الطاقة المتجددة، وخاصة في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
لقد أظهر السلطان هيثم بن طارق أن سلطنة عمان تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، مع الالتزام بالمبادئ التي أرساها السلطان قابوس بن سعيد، والتي تتمثل في الحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتعزيز العلاقات مع المجتمع الدولي، والاهتمام بالإنسان العماني، والعمل على تحقيق التنمية المستدامة في جميع المجالات.
