تعرف على الحنجرة ووظائفها

الحنجرة هي عضو مهم يقع في الجزء الأمامي من الرقبة وتُعتبر جزءاً أساسياً في جهاز التنفس والتحدث. تتكون الحنجرة من مجموعة من الأنسجة والعضلات والعظام التي تساهم في العديد من الوظائف الحيوية التي تتراوح من التنفس إلى إصدار الصوت وحماية الجهاز التنفسي من المواد الضارة. هذه المقالة تسلط الضوء على الحنجرة من حيث التركيب التشريحي، الوظائف الحيوية، الأمراض الشائعة التي قد تصيبها، وكذلك كيفية الحفاظ على صحة الحنجرة.

التركيب التشريحي للحنجرة

الحنجرة هي هيكل عضلي وغضروفي تقع في الجزء العلوي من الجهاز التنفسي البشري، بين البلعوم والرغامى (القصبة الهوائية). تتكون الحنجرة من العديد من الأجزاء المتكاملة التي تؤدي وظائف مختلفة، وهي تتضمن ما يلي:

1. الهيكل الغضروفي:

   • غضروف الحنجرة (Laryngeal Cartilage): يتكون من مجموعة من الغضاريف التي تمنح الحنجرة شكلها الصلب وتساعد في حفظ استقرارها. تشمل هذه الغضاريف:

     • الغضروف الدرقي: هو الغضروف الأكبر والأكثر وضوحًا في الحنجرة، والذي يعرف أيضًا بـ “تفاحة آدم” عند الرجال.

     • الغضروف الحلقي: يقع أسفل الغضروف الدرقي وهو يساعد في دعم الحنجرة.

     • الغضاريف الطرجهية: توجد في الجزء العلوي للحنجرة وتساعد في تحريك الأحبال الصوتية.

2. الأحبال الصوتية:

   • الأحبال الصوتية هي عبارة عن شريطين عضليين مغطين بغشاء مخاطي داخل الحنجرة. عندما يمر الهواء عبرها، فإنها تهتز لإنتاج الصوت. تتأثر هذه الأحبال بعدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى تغيير في الصوت أو فقدانه تمامًا في بعض الأحيان.

3. العضلات:

   • تحتوي الحنجرة على مجموعة من العضلات التي تتحكم في تحرك الأحبال الصوتية وتنظيم مرور الهواء. يمكن تقسيم هذه العضلات إلى نوعين رئيسيين:

     • العضلات الداخلية: تتحكم في حركة الأحبال الصوتية وتحديد درجة شدتها.

     • العضلات الخارجية: تساعد في تحريك الحنجرة بشكل عام أثناء التنفس أو التحدث.

4. الغطاء المخاطي:

   • يغطي الغشاء المخاطي السطح الداخلي للحنجرة. يساهم هذا الغشاء في ترطيب الحنجرة وحمايتها من المواد الضارة التي قد تتسلل إلى الجهاز التنفسي.

5. الحنجرة والبلعوم:

   • الحنجرة تقع في تقاطع البلعوم (الجزء الخلفي من الحلق) والرغامى. يمر الطعام والشراب عبر البلعوم نحو المريء، بينما يمر الهواء عبر الحنجرة إلى الرئتين.

وظائف الحنجرة

الحنجرة تلعب دوراً حيوياً في العديد من العمليات البيولوجية اليومية. تتعدد وظائف الحنجرة التي تشمل التنفس، والإنتاج الصوتي، وحماية الجهاز التنفسي، وغيرها من الوظائف المهمة.

1. إنتاج الصوت

أحد أبرز وظائف الحنجرة هو إنتاج الصوت، الذي يحدث بسبب الاهتزازات الناتجة عن مرور الهواء عبر الأحبال الصوتية. عندما يتدفق الهواء من الرئتين، يمر عبر الحنجرة مما يؤدي إلى اهتزاز الأحبال الصوتية، وهو ما يولد الصوت. يمكن تعديل الصوت في الحنجرة من خلال تغيير طول وشدة هذه الأحبال، وبالتالي التحكم في درجة الصوت والنغمة.

2. حماية الجهاز التنفسي

تعد الحنجرة جزءًا من جهاز التنفس وتساعد في حماية الجهاز التنفسي من دخول الأجسام الغريبة. أحد أهم آليات الحماية في الحنجرة هو الغطاء الحنجري (Epiglottis)، وهو عبارة عن صمام يتدلى فوق مدخل الحنجرة أثناء البلع. عند البلع، يغلق هذا الغطاء الحنجري فتحة الحنجرة لمنع الطعام أو السوائل من الدخول إلى الرئتين.

3. التنفس

الحنجرة هي الممر الذي يمر من خلاله الهواء إلى الرئتين. يمكن للحنجرة أن تتحكم في تدفق الهواء لتسهيل التنفس أو تعديله بناءً على حاجة الجسم. علاوة على ذلك، فإن التغيرات في ضغط الهواء عبر الحنجرة قد تؤدي إلى تنفس مختلف، مما يساعد على تنظيم التنفس في حالات مثل النشاط البدني أو الإجهاد.

4. المساعدة في البلع

الحنجرة تشارك في عملية البلع من خلال حمايتها للأنابيب التنفسية من دخول الطعام والشراب. حيث أن الأحبال الصوتية والغطاء الحنجري يحولان دون مرور أي جسم غريب إلى الجهاز التنفسي أثناء البلع.

الأمراض الشائعة التي تصيب الحنجرة

الحنجرة، مثل أي جزء آخر في الجسم، يمكن أن تتعرض للعديد من الأمراض والمشاكل الصحية. بعض هذه الأمراض قد تكون بسيطة وقابلة للعلاج، في حين أن البعض الآخر قد يتطلب تدخلاً طبيًا متقدماً.

1. التهاب الحنجرة (Laryngitis)

يحدث التهاب الحنجرة نتيجة للإصابة بالعدوى الفيروسية أو البكتيرية أو بسبب الإفراط في استخدام الصوت، مثل التحدث أو الصراخ لفترات طويلة. يمكن أن يسبب التهاب الحنجرة بحة في الصوت أو فقدان الصوت بالكامل.

2. سرطان الحنجرة

سرطان الحنجرة هو نوع من السرطانات التي تصيب الأنسجة المكونة للحنجرة. يعاني المصابون بهذا النوع من السرطان عادة من بحة في الصوت، ألم أثناء البلع، وصعوبة في التنفس. يعتبر التدخين من أهم العوامل المسببة لهذا المرض.

3. التهاب الأوتار الصوتية

يحدث هذا الالتهاب عندما تكون الأحبال الصوتية ملتهبة أو مشدودة بسبب الاستخدام المفرط أو الإصابة بعدوى. قد يعاني الشخص المصاب من بحة في الصوت أو فقدان الصوت.

4. حساسية الحنجرة

الحنجرة يمكن أن تكون عرضة للتفاعلات التحسسية، التي قد تكون ناتجة عن التعرض للغبار، الدخان، أو الملوثات الأخرى. قد تسبب الحساسية تورمًا في الحنجرة وصعوبة في التنفس أو التحدث.

5. الخناق

الخناق هو التهاب في الحنجرة يؤدي إلى تورم، مما يعيق تدفق الهواء إلى الرئتين. يحدث غالبًا في الأطفال وقد يتسبب في صعوبة التنفس.

نصائح للحفاظ على صحة الحنجرة

من المهم الحفاظ على صحة الحنجرة لتجنب الأمراض المختلفة التي قد تصيبها. إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة الحنجرة:

1. ترطيب الحنجرة: شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يساعد في الحفاظ على الحنجرة رطبة ويحميها من الجفاف.

2. تجنب التدخين: التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مشاكل في الحنجرة مثل السرطان أو التهاب الحنجرة. لذا، يُنصح بالإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي.

3. الراحة الصوتية: تجنب الإفراط في استخدام الصوت، خاصة إذا كان الشخص يعاني من التهاب أو إجهاد في الحنجرة.

4. الوقاية من العدوى: يمكن أن تساعد إجراءات الوقاية مثل غسل اليدين بانتظام والابتعاد عن الأشخاص المصابين بالعدوى في تقليل خطر الإصابة بالتهابات الحنجرة.

5. تجنب الملوثات: تجنب استنشاق الغبار أو الدخان أو المواد الكيميائية يمكن أن يحمي الحنجرة من الالتهابات والمشاكل الصحية الأخرى.

الخاتمة

الحنجرة هي جزء أساسي في جسم الإنسان، تلعب دورًا كبيرًا في التنفس، وإنتاج الصوت، وحماية الجهاز التنفسي. يتألف هيكلها من مجموعة من الغضاريف والأحبال الصوتية التي تساهم في الوظائف الحيوية المختلفة. على الرغم من الأهمية الكبيرة للحنجرة، فإنها قد تكون عرضة للعديد من الأمراض التي قد تؤثر على صحتها ووظائفها، مثل التهاب الحنجرة، وسرطان الحنجرة، والحساسية. لضمان الحفاظ على صحة الحنجرة، من المهم اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية مثل شرب الماء بشكل كافٍ، تجنب التدخين، والراحة الصوتية.