عظام وروماتيزم

عدد العظام في جسم الإنسان

عدد العظام في جسم الإنسان: نظرة علمية شاملة

جسم الإنسان هو أحد أكثر الأنظمة المعقدة في الطبيعة، حيث يحتوي على مكونات وأعضاء تعمل بتناغم لضمان استمرارية الحياة وصحة الجسم. من بين أهم هذه المكونات هو الهيكل العظمي، الذي يوفر الدعم الهيكلي للجسم ويحمي الأعضاء الحيوية مثل الدماغ والقلب والرئتين. يتكون الهيكل العظمي في البداية من العظام الغضروفية، التي تتحول تدريجيًا إلى عظام صلبة مع تقدم العمر.

يعتبر عدد العظام في جسم الإنسان من الأسئلة التي تشغل العديد من الأشخاص، ولا سيما في ما يتعلق بتفاصيل تكوين الهيكل العظمي وكيفية تطوره على مر الزمن. في هذا المقال، سنتناول جميع المعلومات المتعلقة بعدد العظام في جسم الإنسان، بدايةً من مرحلة النمو حتى مرحلة البلوغ، مع التركيز على الوظائف الحيوية التي تؤديها هذه العظام وأهمية الحفاظ على صحة الهيكل العظمي.

تكوين الهيكل العظمي في الإنسان

الهيكل العظمي للإنسان عبارة عن شبكة معقدة من العظام، ويعمل كإطار لدعم الجسم وحمايته. يتكون الهيكل العظمي للإنسان في البداية من حوالي 270 عظمة عند الولادة، ولكن مع مرور الوقت، وبالتحديد خلال مرحلة النمو، تتحد بعض هذه العظام لتشكل هياكل أكبر وأكثر قوة. وفي النهاية، يتكون الهيكل العظمي البالغ من حوالي 206 عظمة، هذا العدد قد يختلف قليلاً بين الأفراد، لكنه يعد الرقم المرجعي عند البالغين.

العظام عند الولادة

عند الولادة، يمتلك الطفل حوالي 270 عظمة. ولكن هذه العظام تكون في مرحلة الغضاريف التي تتحول تدريجيًا إلى عظام صلبة مع نمو الطفل. العديد من العظام تكون غير ملتحمة في البداية، مثل عظام الجمجمة التي تظل مفصولة لفترة بعد الولادة لتسمح بمرور الجنين عبر قناة الولادة.

العظام عند البالغين

في مرحلة البلوغ، عندما تكتمل عملية نمو العظام، يتكون الهيكل العظمي البشري من 206 عظمة. تبدأ بعض العظام الصغيرة في الالتحام والتماسك مع بعضها البعض خلال هذه الفترة، مما يقلل من عدد العظام. على سبيل المثال، عظام الجمجمة، التي تبدأ في شكل قطع صغيرة، تلتحم تدريجيًا لتشكل عظامًا كبيرة وصلبة تحمي الدماغ.

تصنيف العظام في جسم الإنسان

تختلف العظام في هيكلها ووظيفتها بناءً على نوعها ومكانها في الجسم. ويمكن تصنيف العظام إلى خمس فئات رئيسية، وهي:

  1. العظام الطويلة: مثل عظام الساق والفخذ، وهي أكبر العظام في الجسم وتعمل على دعم الحركة.

  2. العظام القصيرة: مثل عظام الرسغ والكاحل، التي تشبه المكعبات وتساعد في تحريك أجزاء الجسم الصغيرة.

  3. العظام المسطحة: مثل عظام القفص الصدري، والجمجمة، والحوض، وهي ضرورية لحماية الأعضاء الداخلية.

  4. العظام غير المنتظمة: مثل عظام العمود الفقري، التي لا تقع تحت أي تصنيف من التصنيفات السابقة نظرًا لشكلها المعقد.

  5. العظام الصغيرة (العظام الزائدة): مثل العظام الموجودة في الأذن الوسطى (العظيمات السمعية) والتي تساعد في السمع.

عدد العظام في مناطق مختلفة من الجسم

1. الجمجمة

الجمجمة هي العظام التي تحيط بالدماغ وتحميه. تتكون الجمجمة من 22 عظمة، وتنقسم إلى 8 عظام تشكل الجمجمة الجدارية، و14 عظمة تشكل الوجه والفك.

  • العظام الفكية: مثل الفك العلوي والسفلي.

  • العظام الجدارية: تشمل العظام التي تحيط بالدماغ مثل العظام الجدارية، العظم الجبهي، والعظم القذالي.

2. العمود الفقري

العمود الفقري يتكون من 33 فقرة، إلا أن بعضها يلتحم مع الزمن ليصبح 24 فقرة مستقلة. يتكون العمود الفقري من:

  • الفقرات العنقية (7 فقرات): وهي الفقرات التي تدعم الرقبة.

  • الفقرات الصدرية (12 فقرة): وهي الفقرات التي تحمي القفص الصدري.

  • الفقرات القطنية (5 فقرات): وهي الفقرات في أسفل الظهر.

  • عظام العجز (5 فقرات ملتحمة): وهي العظام التي تلتحم مع بعضها لتشكل العجز.

  • عظام العصعص (4 فقرات ملتحمة): وهي العظام الأخيرة في العمود الفقري.

3. الأطراف العلوية والسفلية

تتكون الأطراف العلوية والسفلية من العظام الطويلة التي تساعد في الحركة والدعم. عدد العظام في كل طرف كالتالي:

  • الأطراف العلوية: تشمل 64 عظمة، بما في ذلك عظام الذراعين، الساعد، والمعصمين.

  • الأطراف السفلية: تحتوي على 62 عظمة، بما في ذلك عظام الساق والفخذ والكاحل.

4. القفص الصدري والحوض

القفص الصدري يتكون من 12 زوجًا من الأضلاع، بالإضافة إلى عظمة القص، وهو يساعد في حماية الأعضاء الحيوية مثل القلب والرئتين. الحوض يتكون من 3 عظام رئيسية تتكون من العظم الحرقفي والعظم العاني والعظم الإسكي.

أهمية العظام في الجسم

العظام ليست فقط هياكل صلبة للحفاظ على الشكل، بل لها دور حيوي في صحة الجسم ووظائفه اليومية. العظام تؤدي العديد من الوظائف الأساسية مثل:

  1. الدعم الهيكلي: العظام تشكل الهيكل العظمي الذي يدعم الجسم ويحافظ على شكله.

  2. الحماية: العظام تحمي الأعضاء الداخلية الحساسة مثل الدماغ والقلب والرئتين.

  3. التخزين: العظام تخزن المعادن مثل الكالسيوم والفوسفور، التي تفرج عنها عند الحاجة إلى تعزيز وظائف الجسم.

  4. إنتاج خلايا الدم: النخاع العظمي الموجود في العظام ينتج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية.

  5. الحركة: العظام تعمل كإطار حركي بالتعاون مع العضلات والأوتار.

  6. التوازن: تساعد العظام على الحفاظ على التوازن وتوفير القدرة على الحركة.

تغيرات العظام مع التقدم في العمر

مع مرور العمر، يبدأ الهيكل العظمي في التغير. تقل كثافة العظام مع تقدم السن، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. من الأهمية بمكان الحفاظ على صحة العظام من خلال نظام غذائي متوازن يشمل الكالسيوم وفيتامين د، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على قوة العظام.