في كتابه المميز المعنون “المقدِّمة الحضرميَّة في فقه السادة الشافعية”، يأخذنا العالم الجليل عبد الله بن عبد الرحمن بافضل الحضرمي في رحلة عبر أروقة فقه السادة الشافعية، حيث يبرز هذا الكتاب كمرجع أساسي في مجال مختصرات الفقه الشافعي. إنه عمل استثنائي يتميز بتوفير إشارات ضوء للمهتمين بدراسة الفقه الشافعي، ويُعدّ مرجعًا حيويًا لطلاب العلم والباحثين في هذا المجال.
تتسم صفحات هذا الكتاب بكثرة الشروح والحواشي، سواء كانت مطبوعة أم مخطوطة، مما يجعله مصدرًا معتمدًا للعديد من المتعلمين والعلماء. يستعرض الكتاب في أربعة وثمانين صفحة تفاصيل وأحكام ربع العبادات، مسلطًا الضوء بشكل خاص على جوانب مهمة في فقه السادة الشافعية. يقدم الكتاب رؤية شاملة ومنظمة للقوانين والأحكام المتعلقة بالعبادات، ما يجعله أداة فعّالة في فهم وتحليل هذا الفرع الهام من الفقه الإسلامي.
من الجوانب البارزة في هذه الطبعة هو جهد الباحثين في ضبط النص بعناية فائقة، حيث تم استنادهم إلى عدة نسخ خطية ومطبوعة لضمان دقة النقل والتوثيق. ومن خلال هذا الجهد، نرى أن الطبعة المقدمة لنا تتميز بالموثوقية والدقة، ما يجعلها قيمة للباحثين والدارسين.
في إضافة ذكية ومبتكرة، قامت دار المنهاج بتوسيع نطاق المحتوى من خلال إضافة تتمة للمتن الأصلي، وهي زيادة مباشرة من تأليف المؤلف نفسه. وتُعد هذه التتمة طبعة أولى، حيث تتناول مواضيع مهمة تتعلق بالبيع والهبة، وتشكل إضافة قيمة للقارئ الذي يتطلع إلى فهم أعمق لفقه الشافعية.
من الجوانب اللافتة أيضًا في هذه الطبعة هي الزيادة القيمة للعلامة ابن حجر المكي، حيث قدمت الدار للقراء زيادة تتعلق بفروض الدين، وهي مرجع مهم لفهم هذا الجانب الحيوي في الفقه.
كما أضيفت بعض الكلمات والتعبيرات التي استُعيرت من حواشي العلامة الكردي والترمسي، مما أعطى النص طابعًا أكثر غنى وتفصيلاً، وقد تم استفادة كبيرة من هاتين الحواشي العلميتين في شرح وبيان معاني “المقدمة الحضرمية”.
وختامًا، يظهر هذا الكتاب كتحفة فريدة في مجال فقه السادة الشافعية، حيث ينقلنا الكاتب بأسلوبه الرائع بين جوانب التحقيق الدقيق والأناقة في التقديم، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل باحث ودارس للفقه الإسلامي.