فضل القرآن الكريم في الأحاديث

أحاديث في فضل القرآن الكريم

القرآن الكريم هو الكتاب المقدس الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة الإسلام الخالدة، والمصدر الأول للتشريع والدستور الذي يحكم حياة المسلمين. منذ أن نزل القرآن، وحتى يومنا هذا، وهو يعتبر المنهج الأسمى الذي يوجه المسلمين نحو طريق الحق والخير. في هذا المقال، سوف نعرض أهم الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل القرآن الكريم، وتبيّن مكانته العالية في حياة المسلمين. سنغطي في هذا المقال الأحاديث التي توضح بركات القرآن وأثره في الدنيا والآخرة، فضلاً عن تكريم المسلمين لحامليه والعناية بقراءته وتدبر معانيه.

1. فضل القرآن الكريم

أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بالثناء على القرآن الكريم وبيان فضل قراءته وحفظه. في أحد الأحاديث التي نقلها الإمام مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”. يظهر في هذا الحديث أهمية تعلم القرآن وتعليمه بين المسلمين. فالقرآن هو أصل العلوم الشرعية ويجب على المسلمين أن يسعوا لتحصيله ومعرفة معانيه ليكون ذلك سبيلهم للنجاة في الدنيا والآخرة.

لقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث على عظم فضل القرآن في حياة المسلم، حيث قال: “اقْرَؤُوا القُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَةِ شَفِيعًا لِصَاحِبِهِ”. (رواه مسلم). في هذا الحديث، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن سيكون شفيعاً لصاحبه يوم القيامة، وهذا يدل على أن القرآن ليس مجرد كلام، بل هو كتاب ذو شأن عظيم يملك القوة على أن يشفع لصاحبه ويمنحه مكانة رفيعة.

2. القرآن شفيع في الدنيا والآخرة

الحديث النبوي الشريف الذي ذكرناه سابقاً يشير إلى أن القرآن الكريم سيكون شفيعًا لصاحبه يوم القيامة، وورد أيضًا حديث آخر يؤكد هذه المعنى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يُقالُ لِصَاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ، وَرَتِّلْ كَمَا كُنتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنَزِلَتَكَ عِندَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا”. (رواه الترمذي). يبين هذا الحديث أن المسلم الذي يقرأ القرآن بتمعن ويجتهد في ترتيله، فإنه يرتقي في درجات الجنة، حتى يُكمل قراءة آخر آية من القرآن الكريم، مما يرفع من مكانته ويزيد من ثوابه.

3. القرآن رفيق لصاحبه

النبي صلى الله عليه وسلم أوصى دائمًا بقراءة القرآن وحسن التعامل معه، وقال في حديث آخر: “يَأْتِي القُرْآنُ يَوْمَ القِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي جَاءْتُهُ شَفِيعًا فِيهِ”. (رواه الحاكم). وهذا الحديث يُظهر عظمة القرآن واهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بتحفيز المسلمين على تعاهده وقراءته، فقد جعل القرآن شفيعًا لصاحبه في الآخرة، مما يبرز الدور الكبير الذي يلعبه في حياة المسلمين.

4. القرآن نور وهداية

من أبرز فضائل القرآن الكريم، أنه مصدر هداية ونور، وتهتدي به البشرية إلى طريق الحق. وقد ورد في حديث نبوي: “إِنَّ هَذَا القُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ، وَمَنْ أَحَبَّنِي فَتَفَجُّونِي” (رواه الترمذي). يتضح من هذا الحديث أن القرآن هو حبل الله المتين الذي يصل المسلم بربه ويهديه إلى الطريق المستقيم. فهو نور يضيء القلوب ويهدي الإنسان إلى الخير والصلاح، ويبعده عن الطريق الظلمات.

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم القرآن بأنه “شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ”، أي أنه يعالج كل ما في النفس من شكوك وأوهام ويبعث في القلب السكينة والاطمئنان. القرآن هو الدواء الذي يعالج الأمراض الروحية ويساعد المسلم على التغلب على التحديات التي قد تواجهه في الحياة.

5. تكريم حاملي القرآن

النبي صلى الله عليه وسلم كان يولي أهمية كبرى لحملة القرآن ويُكرّمهم بشكل خاص. فقد ورد في حديث شريف: “إِنَّ لِصَاحِبِ القُرْآنِ مَنْزِلَةً فِي الجَنَّةِ فِي آخِرِ القُرْآنِ الَّذِي يَقْرَؤُهُ”. (رواه البخاري). يظهر في هذا الحديث أن حامل القرآن، الذي يلتزم بقراءته وحفظه وتدبره، سيكون له مكانة عالية في الجنة بحسب آخر آية من القرآن يقرؤها. هذا يُظهر كيف أن القرآن الكريم لا يُكَرِّم فقط في الدنيا، بل يمتد أثره إلى الآخرة، حيث يرفع من درجات صاحبه في الجنة.

6. حفظ القرآن ودوره في الدنيا

إن حفظ القرآن الكريم له دور عظيم في حياة المسلم اليومية، حيث إن الحافظ للقرآن هو من أهل الله وخاصته، كما ورد في حديث نبوي: “إِنَّ اللَّهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ”. (رواه مسلم). هذا الحديث يبيّن أن القرآن الكريم له تأثير كبير في رفع الإنسان في الدنيا وفي الآخرة. فمن حفظ القرآن وطبّقه في حياته أصبح أقرب إلى الله تعالى، وقد يُرفَع من درجاته في الدنيا بمقدار ما حفظ من القرآن الكريم.

7. فضل تعلم القرآن وتعليمه

في حديث آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن قَرَأَ القُرْآنَ وَعَمِلَ بِهِ، دُعِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ فِي ظِلِّ عَرْشِ اللَّهِ”. (رواه الترمذي). وهذا يشير إلى فضل تعلم القرآن والعمل به، حيث أن تعلم القرآن ليس فقط للقراءة، بل هو عمل صالح يُكافأ عليه المسلم. من يقرأ القرآن ويتبعه في حياته، فإن له جزاء عظيم من الله في الدنيا والآخرة.

8. دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للاعتناء بالقرآن

كانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين للاعتناء بالقرآن شديدة الوضوح. ففي حديثه المعروف: “خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ”. (رواه البخاري). هذا الحديث يدعو المسلمين إلى بذل الجهد في تعلم القرآن الكريم وتعليمه، فالتعليم من أهم وسائل نشر العلم والفضيلة في المجتمع. وعندما يتعلم المسلمون القرآن ويعلمونه للآخرين، فإنهم بذلك يساهمون في نشر نور القرآن في المجتمع ورفع درجاتهم في الآخرة.

9. القرآن كوسيلة للشفاء

في كثير من الأحاديث، يبين النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن هو مصدر شفاء لأمراض القلوب والأبدان. فقد ورد في الحديث الصحيح: “وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “أَمَّا إِنَّ لِقُرْآنِ لِعِبَادِ اللَّهِ فِيهِ شِفَاءٌ”، وهذا يدل على قدرة القرآن في علاج أمراض النفس والروح، وكذلك في علاج بعض الأمراض الجسدية.