“فصل العظمة” هو عمل فني يتألف من مزيج فريد من العناصر السردية والعلمية، يرسم صورة آسرة لعالم مستقبلي بتوقيت ونطاق معينين. يتميز هذا العمل الروائي، الذي حاز على جوائز مرموقة مثل جائزتي هوغو ونبيولا، بتأليف الكاتب البارع ديفيد برين، الذي حظي بإعجاب قراء عشرينات القرن العشرين واختير كأفضل كاتب من قبل مجلة “لوكوس”.
تدور أحداث الرواية في عالم بعيد حيث تركت “الأمهات المؤسسات” الأرض القديمة وعوالم الفيلوم، بحثًا عن مكان مخفي لإعادة صياغة مصير الإنسانية. من خلال السحر الوراثي، قامت هذه النساء بتغيير أنماط الجنس البشري. فطوال معظم العام، يكون أي طفل يولد على كوكب ستراتوس نسخة مكررة من والدته، متطابقًا مع جميع الأخوات في عشيرتها العريقة. إلا في الصيف تُخَلَّق “المتغيرات” – الفتيات القديمة الطراز، وأحيانًا حتى الأولاد – كل واحدة منهم فريدة بطريقة متوهجة ومخزية.
تعيش مايا، واحدة من المتغيرات الشابات الوحيدات، وهي تعلم أنها يجب أن تستدعي كل مهارتها لتحقيق مكانة في هذا العالم الذي يديره ويسيطر عليه نساء الطبقة العليا. عالم ألطف بكثير من تلك التي كانت في الأقاليم القديمة… باستثناء تلك الفصول النادرة من التغيير، حيث يبدو أن الكوكب يستدعي شعبه إلى العظمة.
ومع استعداد مايا للانطلاق لتبحث عن مكان في العالم، فإنها تتوقع المشقة والعناء. ولكن ما تجده هو الخطر والمغامرة، ومبعوث غريب نصف بريء، رسالته بسيطة قد تعني أملًا جديدًا… أو عودة إلى الرهبانية القديمة. من البحر الواسع العديم الرحمة، إلى السجن، إلى الأعماق الصخرية حيث يجب عليها الكشف عن أسرار مخبأة من أنياب الزمن، تدرك مايا لماذا سعت الأمهات المؤسسات إلى تغيير حياة الإنسان… وما هو الثمن الذي يجب على ذريتهم دفعه.
هنا تروي قصة شغف ودراما ملحمية، مع تصوير يسلط الضوء على قضايا تراود عصرنا المرتبك. بالنظر إلى قوانين الأحياء والإبتعاد المتزايد من قبل العديد من النساء، هل قد تحدث تجربة مثل مستعمرة ستراتوس في يوم من الأيام؟ ديفيد برين يجعلها تبدو معقولة بطريقة مرعبة ومثيرة في الوقت نفسه. قصة مؤثرة، ساخرة، مثيرة، وأخيرًا متسامحة عن روح الإنسان، وتتناول وقتًا تحتاج فيه جميع شعوب العالم البشري – الرجال والنساء – إلى مواجهة فصول عظمتهم.