عنوان المقال: “عندما كانت وزارة الدفاع الأمريكية للبيع: داخل أكبر فضيحة دفاعية في أمريكا”
في كتاب “عندما كانت وزارة الدفاع الأمريكية للبيع: داخل أكبر فضيحة دفاعية في أمريكا” للكاتب آندي بازتور، يستعرض لنا بازتور كيف في الثمانينات من القرن الماضي، ظهر نوع جديد من المستشارين ذوي الأسعار المرتفعة والتجارين بالتأثير الذي ارتقوا إلى السلطة وغيروا وجه وزارة الدفاع الأمريكية. ويوضح كيف وضع وزير الدفاع كاسبار وينبرغر ووزير البحرية جون ليمان – من خلال أجندتهم السياسية وأساليب إدارتهم – المسرح للنشاط الجنائي للآخرين دون علمهم. في الواقع، كان منسق وزير البحرية، ميلفين بايزلي، يدير مكتبه كما لو كان إمارة شخصية، متجاوزًا بجرأة الرشاوى، وقسمة “قائمة التسوق” لعقود متعددة البليونات لمساعدة أصدقائه، وحتى توجيه أعمال رادار مصنفة لشركة ناشئة كان يديرها وشريكه سرًا.
هذا النظرة المدهشة خلف إنفاق الدفاع الوطني في البلاد، والتي وصفها أحد السناتور بأنها “قطار السمك الرفيع لمدة ثمانية أعوام للمقاولين”، تكشف عن: رشاوى وعروض مزورة، تم الترتيب لها في أجنحة فنادق أنيقة من مانهاتن إلى لندن وفي الغرف الفاخرة على متن السفينة الملكية الإليزابيث الثانية، وقد سجلتها فرق المراقبة من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي والميكروفونات الخفية. وكان هناك “صندوق سري” بقيمة تصل إلى 32 مليون دولار يساعد شركة واحدة على ترفيه القوانين بشكل فاخر وتوجيه تبرعات انتخابية غير قانونية لعشرات من أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب. “يتحرك الأعضاء فقط إذا كنت تفعل شيئًا لصالحهم”، هكذا شرح مخطط هذا النظام. “أنا أفهم ما يريدون.” كما أن هناك مكتبات سرية للوثائق الخاصة بوزارة الدفاع تم إنشاؤها في بوينج وشركات عملاقة أخرى، بينما تبادل المسؤولون الرئيسيون المواد السرية بطريقة غير شرعية على أرصفة الشوارع تمامًا كما يتبادل الأطفال بطاقات البيسبول.
يستند بازتور في حسابه المزعج هذا على شهادات الجدول الكبير التي لم يسبق الكشف عنها من قبل، ومحاضر تسجيل الهواتف ومقابلات مع أكثر من 130 شخصًا في جميع أنحاء البلاد، من المدعين الفيدراليين إلى المعينين في وزارة الدفاع والمجرمين المدانين.
يرصد الكتاب تطورات مذهلة وفضائح غير مسبوقة في البيئة العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة خلال فترة محددة، مما يسلط الضوء على جوانب مظلمة وخطيرة من السياسة والإدارة العسكرية، ويقدم نظرة شاملة ومفصلة لهذه الحقبة المثيرة في تاريخ البلاد.