تأتينا اليوم أحدث الدرر العلمية وأنقى المعارف الطبية من خلال كتاب “فردوس الحكمة في الطب”، الذي كُتب بماء الذهب على ورق العلم، بأنامل العالم الكبير أبو الحسن الطبري. يعد هذا الكتاب من بين أهم وأقدم الآثار الجامعة في فنون الطب التي وردتنا من تراث طب العرب، حيث قام المؤلف بتجسيد فنون الطب بطريقة فريدة، حاول فيها أن يتبنى منهجية الفيلسوف الكبير أرسطو، ويضيء على علم الطب بمنظور يحمل بين طياته المنطق والحكمة.
يشهد هذا الكتاب على العمق الذهني للمؤلف، حيث قام بتقسيمه إلى سبعة أنواع مختلفة من العلم، وفي كل نوع يتناول ثلاثين مقالة، وتحمل مقالاته معها ستون باباً من الحكم والمعرفة. يعكس هذا التنظيم الدقيق تفاني الطبري في تقديم المحتوى العلمي بشكل منظم ومرتب، مما يجعل قارئ هذا العمل يستمتع بتناول العديد من الجوانب الطبية بطريقة لا تقل أهمية عن الطريقة التي اعتمدها الفيلسوف الكبير أرسطو في تقديم أفكاره.
يستحق هذا الكتاب الانتباه والاهتمام لأنه ليس مجرد مجموعة من الصفحات وإنما هو مصدر ثري بالمعلومات الطبية، يمتد على 448 صفحة من ورق العلم والبحث العميق. صدر هذا العمل الرائع في عام 2005 عن دار الكتب العلمية، الناشر الرائد الذي أسهم في نشر العديد من الأعمال العلمية والأدبية ذات القيمة العظيمة.
“فردوس الحكمة في الطب” ليس مجرد كتاب، بل هو مرجع ثقافي وعلمي يأخذك في رحلة ممتعة عبر أروقة الطب والحكمة. يقع القارئ في عالم ينبض بالحياة والمعرفة، مما يجعل هذا الكتاب لا غنى عنه في مكتبة كل باحث عن العلم وعشاق الطب والفلسفة. إن غلافه الورقي الفاخر يعكس قيمة المحتوى الذي يحتويه، فهو ليس مجرد غطاء للصفحات، بل هو بوابة تفتح على عالم من المعرفة والتفكير العميق.
في ختام هذه اللحظات الثمينة التي قضيناها في استكشاف أغوار “فردوس الحكمة في الطب”، لا يسعنا إلا أن نعبر عن إعجابنا البالغ بكمية المعلومات الهائلة التي يحملها هذا الكتاب الرائع. يعد الطبري بلا شك من بين أعلام الطب العربي، وهذا الكتاب يبرز تأثيره الكبير على تطور هذا الفن الراقي.