فرائض الصلاة وسننها ومبطلاتها
الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأحد العبادات الأساسية التي فرضها الله تعالى على المسلمين في كتابه العزيز، وجعلها وسيلة للتواصل المباشر مع الله، وتنقية النفس من الذنوب. تعتبر الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة. ولها مكانة عظيمة في الإسلام، ولذلك كان لزامًا على المسلم أن يؤديها وفقًا لما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة.
أهمية الصلاة في الإسلام
تعد الصلاة من أعظم العبادات وأشهرها في الدين الإسلامي. فهي عبادة فردية وجماعية، تُؤدى خمس مرات في اليوم، وهي طريقة للتقرب إلى الله والتوبة عن الذنوب، والاعتراف بعبوديته سبحانه وتعالى. كما أن للصلاة تأثيرًا إيجابيًا على حياة المسلم الروحية والاجتماعية، فهي تمنح المؤمن الطمأنينة والسكينة، وتساعد على ترتيب أموره الحياتية والتوازن بين الدنيا والآخرة.
فرائض الصلاة
الفرائض في الصلاة هي الأركان التي لا يمكن الاستغناء عنها، والتي إذا أُهمل أي منها فإن الصلاة تكون غير صحيحة. وتتمثل الفرائض في التالي:
-
النية:
النية هي أولى فرائض الصلاة، فلابد من أن يكون المسلم قد نوى الصلاة في قلبه قبل البدء فيها، إذ لا يجوز أن يصلي الشخص دون نية مسبقة، والنية ليست شرطًا لفظيًا وإنما هي أمر قلبي. -
تكبيرة الإحرام:
وهي أول حركة في الصلاة، حيث يبدأ المسلم الصلاة بقول “الله أكبر”، وهي شرط أساسي لصحة الصلاة، إذ من دونها لا تُعتبر الصلاة قد بدأت. -
القيام:
يعتبر القيام فرضًا في الصلاة، وخاصة في الصلاة المكتوبة. لا يجوز للإنسان أداء الصلاة جالسًا أو مُستلقيًا، إلا إذا كان مريضًا أو عاجزًا عن القيام، فيجوز له الصلاة وفقًا لما يستطيع. -
قراءة الفاتحة:
قراءة سورة الفاتحة واجبة في كل ركعة من الصلاة، ولا يمكن أن تصح الصلاة دونها، سواء كان الإمام يصلي منفردًا أو خلف إمام في صلاة جماعة. -
الركوع:
الركوع هو الانحناء الكامل بحيث يكون الظهر مستويًا مع الرأس، والأيدي على الركبتين. ويجب على المصلي أن يمكث في الركوع فترة زمنية قصيرة مع قول “سبحان ربي العظيم” على الأقل مرة واحدة. -
القيام من الركوع:
بعد الركوع، يجب على المصلي العودة إلى الوقوف معتدلًا، وذلك جزء من الأركان الأساسية. -
السجود:
السجود هو السقوط على الأرض مع وضع الجبهة والأنف على الأرض، واليدين والركبتين. وهو من أعظم الأوقات التي يمكن للمسلم أن يتقرب فيها إلى الله. -
الجلوس بين السجدتين:
بعد السجود الأول، يجلس المسلم فترة قصيرة قبل أن يؤدي السجود الثاني. -
التشهد:
التشهد هو قول “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله” في الركعة الأخيرة من الصلاة. -
السلام:
عند الانتهاء من الصلاة، يجب أن يلتفت المسلم إلى يمينه ثم إلى شماله قائلًا “السلام عليكم ورحمة الله”، وهذا من فرائض الصلاة.
سنن الصلاة
السنن هي الأعمال التي حثَّنا النبي صلى الله عليه وسلم على فعلها، وهي لا تؤثر على صحة الصلاة إذا تم تركها، لكنها ترفع من درجة الثواب عند الله. وتنقسم السنن إلى سنن قبل الصلاة، وسنن أثناء الصلاة، وسنن بعد الصلاة.
-
السنن قبل الصلاة:
-
التطهر: يشرع للمسلم أن يتوضأ قبل الصلاة. الوضوء من أهم السنن التي يجب على المسلم القيام بها.
-
الطهارة: يشمل ذلك إزالة الأذى والنظافة العامة، حيث يجب أن يكون الجسد والثياب طاهرين.
-
الاستقبال القبلة: يجب على المصلي أن يوجه نفسه تجاه الكعبة المشرفة أثناء الصلاة.
-
-
السنن أثناء الصلاة:
-
رفع اليدين في تكبيرة الإحرام: من السنن أن يرفع المسلم يديه عند تكبيرة الإحرام، أي عند قول “الله أكبر”.
-
القراء في الصلاة: يمكن للمسلم أن يقرأ أي سور أو آيات من القرآن بعد الفاتحة في الركعة الثانية وما يليها.
-
تسبيحات الركوع: يشرع للمصلي أن يقول في الركوع “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرات أو أكثر.
-
رفع الأصبع في التشهد: أثناء التشهد، يرفع المسلم إصبعه السبابة عند قول “أشهد أن لا إله إلا الله” إلى حين قول “اللهم صل على محمد”.
-
-
السنن بعد الصلاة:
-
الدعاء بعد الصلاة: يُستحب للمسلم أن يرفع يديه بعد الصلاة ويدعو الله بما يشاء من خير الدنيا والآخرة.
-
الذكر: من السنن أن يذكر المصلي الله بعد الصلاة، مثل قول “سبحان الله” ثلاثًا وثلاثين مرة، و”الحمد لله” ثلاثًا وثلاثين، و”الله أكبر” ثلاثًا وثلاثين.
-
مبطلات الصلاة
إن هناك عدة أمور تُبطِل الصلاة إذا وقع فيها المصلي، ويتعين عليه إعادتها إذا حدث أحدها. من أبرز مبطلات الصلاة:
-
الكلام عمداً:
إذا تكلم المصلي في الصلاة عمدًا، فإن صلاته تبطل، حتى وإن كان الكلام غير مرتبط بالصلاة، مثل الحديث عن أمور الدنيا. -
الأكل أو الشرب:
إذا تناول المصلي طعامًا أو شرابًا أثناء الصلاة، فإن ذلك يُبطل الصلاة ويجب عليه استئنافها. -
الحركات العشوائية:
التحرك العشوائي في الصلاة بشكل كبير يؤدي إلى إبطالها، مثل أن يلتفت المصلي إلى جانب أو يميل بزاوية كبيرة دون الحاجة لذلك. -
التحدث عن عمد:
التحدث بنية هزلية أو غير ضرورية أثناء الصلاة يبطلها. -
كشْف العورة:
كشف العورة عمدًا في الصلاة يبطلها، ويجب على المصلي أن يكون ملابس الصلاة مستورة حسب ما حدده الشرع. -
نسيان بعض الفرائض:
إذا نسى المصلي ركناً من أركان الصلاة أو تم إغفاله عن غير عمد، قد يفسد ذلك الصلاة ويجب عليه إعادتها. -
الشك في عدد الركعات:
إذا شك المسلم في عدد الركعات، مثل الشك بين الركعة الثانية والثالثة في صلاة الظهر، فعليه أن يعيد الصلاة من البداية. -
التغوط أو التبول:
إذا احتاج الشخص للتبول أو التغوط أثناء الصلاة، فإن ذلك يبطل الصلاة، وعليه أن ينتهي من حاجته ثم يعيد الوضوء والصلاة.
الخاتمة
الصلاة هي العبادة التي تعود على المسلم بالعديد من الفوائد الروحية والنفسية، سواء في سكون النفس أو في تنظيم حياته اليومية. لذا يجب على المسلم أن يؤدي فرائضها على الوجه الأكمل، وأن يُحسن أداء سننها لكي يحصل على الأجر المضاعف. وإذا وقع منه ما يفسد الصلاة أو يبطلها، فعليه أن يتوب إلى الله ويعيد الصلاة كما يجب.
من خلال اتباع تعليمات الإسلام في أداء الصلاة، يمكن للمسلم أن يشعر بالقرب من الله تعالى، ويعيش حياة متوازنة تمتلئ بالسكينة والطمأنينة.
