في القرن التاسع عشر، خلال فترة الاستعمار الأوروبي النشطة في أفريقيا، شهدت جزيرة مدغشقر، بما في ذلك العاصمة التاريخية تاناناريف، نزاعًا ملحميًا ومحمومًا يعرف باسم “تحرير مدغشقر” أو “فتح مدغشقر”، حيث تمثلت الحرب الفرنسية على مدغشقر في أحداث دامية وصراعات مستمرة بين القوات الفرنسية والمقاومة المدغشقرية المنظمة.
بدأت هذه الحرب في عام 1894 وامتدت حتى عام 1895، حيث تمتلك القوات الفرنسية ميزة القوة العسكرية والتكنولوجية الهائلة على المقاومة المدغشقرية، التي تعتمد بشكل أساسي على التكتيكات القتالية التقليدية والتضاريس الصعبة للجزيرة. بينما كانت القوات المدغشقرية تشتت وتفتقر إلى التنظيم الفعال والدعم الخارجي، كانت فرنسا تستغل هذه الفجوات لتوسيع نفوذها وسيطرتها على الجزيرة.
تم تصفية التاريخ المؤسف لتاناناريف خلال هذه الفترة بسبب المعارك العنيفة والاقتتال الذي شهدته المنطقة، حيث شوهدت المعالم الحضارية والمباني الأثرية والأحياء القديمة تتعرض للدمار والخراب جراء القتال العنيف والقصف العشوائي.
بالرغم من شراسة المقاومة المدغشقرية وإرادتها في الدفاع عن حريتها واستقلالها، إلا أن قوة الاستعمار الفرنسي كانت هائلة وسرعان ما سحقت المقاومة المدغشقرية، واستولت على تاناناريف وباقي الجزيرة بالكامل. وبذلك، أصبحت مدغشقر جزءًا من الإمبراطورية الفرنسية، واستمرت تحت الحكم الاستعماري لفترة طويلة بعد ذلك.
في النهاية، تمثلت الحرب الفرنسية على مدغشقر في فشل المقاومة المدغشقرية في مواجهة الهجوم الفرنسي القوي، وانتصار فرنسا في تحقيق أهدافها الاستعمارية على حساب حرية شعب مدغشقر وسيادتهم الوطنية، مما يجعل هذا الصراع إحدى الفصول المؤلمة في تاريخ الجزيرة وشعبها.